الخميس، 25 فبراير 2010

أبناء نوح أو اقتصاد اعتناق اليهودية

Les enfants de Noé ou l'économie d'une conversion


"العزيز دفيد يتسحق،

أرغب في اعتناق اليهودية، لكن أعترف بأنني متخوفة شيئا ما من الاستقبال الذي سيخصني به الحاخامات. هل بإمكانكم أن تطمئنوني وتدلوني إلى ما يمكنني فعله حتى أفوز؟" ( مريم ك. فرنسا)

العزيزة مريم،

قبل أن تفكري في أن تتحولي إلى اليهودية، أقترح عليك التفكير بجد في دوافعك الحقيقية. ففي الغالب الأعم، تكون الرغبة في تغيير الدين ثمرة لمظهر تقني خاص بقوانين الزواج اليهودي: زواج كهذا لايمكن أن يتم إلا بين طرفين يهوديين، أما من ليست يهودية فينبغي لها أن تعتنق اليهودية قبل أن تنعم بأفراح الزواج. الحاصل أن المكان المخصص للإله –في هذه الاعتناقات- إن كان لهذا المكان وجود، لا يكتسي أية أهمية.

الاعتناق...لأجل التقرب إلى الله؟

الشيء المثالي هو أن الرغبة في الاعتناق ينبغي لها أن تنبعث من شعور الشخص بالمحبة تجاه الإله. بالرغم من كون التعبير بالكلمات عن هذا النوع من المشاعر صعب، فإن المرء يستطيع أن يشعر في أعماقه برغبة في التقرب إلى الله وأن يخضع لمشيئته. عندما نلج هذا المنطق، يمكن لطهر المشاعر لدى كل شخص أن يرقى أحيانا، الى جمال لا يمكن أن يقدره حق قدره إلا رب العالمين.

المفارقة تكمن في أن هذه المحبة و هذه الإرادة في التقرب إلى الله لا توجب أي اعتناق لدين جديد من طرف المرشح(ة) المحظوظ(ة). ولقد عاشت أجيال بكاملها من الأفراد – وماتزال تعيش في أيامنا هذه – بفكرة أن التوراة تخاطب اليهود فحسب، بينما للنصارى و للمسلمين كتبهم المقدسة الخاصة بهم. ما أبعد هذا عن الحقيقة.

إن كلمة الله للناس كافة

إن كلمة الله إلى الناس كافة والتوراة ( يعني: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية) تخاطب كل المخلوقات الحية. وترتبهم في فئتين متميزتين: مجموعة "الكهنة" ( الشعب اليهودي ) الذي يتحمل مسؤولية عبادة الله بشكل دائم، وبقدر مهم من الأوامر ( 613 بالتمام ). فئة الأشخاص الأخرى، هم بقية الناس الذين يلزمهم الله باتباع شرائع نوح السبع. هكذا، فسواء كنا يهودا أم لا، فليس هناك من سبب للرغبة في تغيير المجرى الطبيعي للحياة: يكفي التشبت بالدور الذي منحه الله إيانا يوم ولدنا.

لهذا السبب لاينبغي أن يكون الاعتناق هو الطريق المختارة مسبقا – من طرف غير اليهودي - للتقرب إلى الله. بل ينبغي لهذا الشخص أن يتعلم طبيعة شرائع نوح ( التي تحتوي أيضا شرائع متاخمة للشرائع السبع الأولية )، والطريقة التي بها تتم على أكمل وجه ممكن. بمثل هذا سينجز بالضبط ما كان يرغب في فعله باعتناقه اليهودية.

هذه نصيحتي لكل شخص يفكر في اعتناق اليهودية: ابدأوا بجمع المعلومات عن شرائع نوح ووطنوا أنفسكم على الخضوع لأمر الله كما يفرضه الوضع الذي ولدتم عليه.

قد تعودت الإجابة على كل أسئلة الأشخاص الغير يهود والذين لا يرغبون في تجاهل طبيعتهم الروحية، لكنهم لايشعرون بالضرورة بأنهم قريبين من الديانات الأخرى ( لأسباب يطول جدا شرحها في هذا المقام). فأن يحيا المرء حياة "ابن نوح" لهو أسلوب رائع لإشباع حاجته الروحية، عملا بما ينتظره منا الله.

أتمنى لك النجاح في مشروعك الجديد وأنتظر بشوق أسئلتك .


Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق