الثلاثاء، 16 فبراير 2010

حب المال



حب المال

الرغبة في كسب الكثير من المال ليس دوما بالأمر الإيجابي. إذا كان لزاما علينا أن نقاوم هذه الرغبة، فهذه المقاومة تخص الأشياء التي لسنا حقا في حاجة إليها. لهذا لايوجد حد أدنى –أو حد أقصى- يتساوى فيه الناس.

العديد من المتغيرات ينبغي أخذها بعين الاعتبار. فالزمن الذي ولدنا فيه ذو أهمية. اعتاد جيلنا العيش في الثراء وبلغ مستوى معيشتنا القمم في الجانب المادي. وللبلد الذي نعيش فيه أيضا تأثيره. فالعيش في الولايات المتحدة أو في المغرب غير قابل لمقارنة. فالوسط الذي ترعرعنا فيه يترك بصمته: وسط عمالي، برجوازي، ثري..

هذه الحقيقة معترف بها في الشرع اليهودي (الهلاخا). هكذا، فالمفلس الذي فقد ما كان يملك، يستطيع أن يطلب من منظمات الغوث أن تمنحه ما يمكنه من الحفاظ على قطار الحياة الذي كان ملكا له من قبل. هذه المنظمات ملزمة بالاستجابة لطلبه حسب ما تتوفر عليه من المال الضروري لذلك. وفي القانون المدني أيضا، تكون التعويضات (عن العطالة) مرتبطة بالدخل الذي نحققه.

قد لا تكون الرغبة في امتلاك المال لأداء كل ما يملكه الناس رغبة "سيئة". في عصرنا هذا يبدو أنه من الطبيعي أن يرغب الناس في التوفر على المال الكافي لاقتناء المواد الأساسية، ملابس عادية.. فهذا يختلف عما إذا كنا نرغب في التوفر على المال بهدف تجهيز قاعة استقبال من نوع لويس 15، سيارة الكادياك أو خياط شانيل.

غالبا ما يكون الفرق بين الكمالي والحاجي غامضا. يلزم الكثير من الصلوات حتى ينجلي الغموض. إن الميل السيء يأخذنا غالبا إلى الاعتقاد بأننا نستحق/نحتاج إلى الكثير. في الحقيقة، علينا أن نعترف بما يلزمنا لكي نحيا. أثناء هذا السعي، لا مفر من خوض صراع ضد كبريائنا. كم مرة لم نقتن هذا المنتوج أو ذاك حتى لا نكون عرضة لسخرية الآخرين كوننا لا نملكه. كبرياء كل ذلك..

ملاحظة مهمة: في الأغلب، لا تكون رغبتنا في تسديد دين رغبة سيئة في المال. هذه ضرورة إلى حد ما. لا توجد فضيلة أن نجعل من أقرضونا المال ينتظرون. كي نقترب من الله علينا أن نراقب أنفسنا ونعيش بالقليل.

حينما نقنع بما نملك، نكون قد خطونا خطوة كبرى في اتجاه الخالق. إن شعورنا بالقناعة لهو جزء من الاعتراف. ياله من وحي إلهي. لنشكر الله على نعمه التي أنعمها علينا: فنحن، على كل حال، لا نستحقها.

Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق