السبت، 27 فبراير 2010

أبناء نوح : احترام الشرائع

Les enfants de Noé : le respect des loi


" العزيز دفيد يتسحق،

أنا سعيدة جدا أن أعلم بأن غير اليهود هم أيضا يحضون بعناية الله ماداموا يخضعون لشرائع نوح السبع. لقد قوي إيماني بالله بمجرد إدراكي لهذه الشرائع و عملي بها لكن ما يزعجني قليلا، كون احترام هذه الشرائع لا يغير في الواقع شيئا ملموسا في حياتي اليومية. يلازمني هذا الشعور لأنني ليست لدي انطباع حول تغيير مواقفي على مستوى الأفعال.

وحتى بدون هذه الشرائع، ما كان لي أبدا أن أقتل أو تكون لي علاقات جنسية محرمة، الخ. ومع ذلك، فالآن وقد قوي إيماني بالله، وددت لو أنني أقوم بأعمال ملموسة تدل حقا على أنني قد تغيرت.

لقد تغيرت كثيرا، بطبيعة الحال، طريقتي في التفكير والنظر إلى الأشياء، لكن بغض النظر عن قراءاتي الكثيرة عن الموضوع، والعودة إلى الكتب مثل التوراة، أو الصلاة مرتين في اليوم، لست أدري ما العمل الآن أكثر من ذلك. أفترض بأن أحد الأدوار التي علي أن قوم بها هو بالتأكيد أن أبلغ إلى الناس كما فعل معي آخرون؟ لكن هل مهمة غير اليهودي تنحصر هاهنا أم هناك أشياء أخرى علي العمل بها؟"

أشكرك على رسالتك وأشجعك من كل قلبي على أبحاتك الروحية. ليس فحسب أن الخالق يدخل في عنايته من هم غير يهود، لكن قدر الشعب اليهودي سيبلغ هدفه النهائي فقط لما يقر غير اليهود بربوبيته. هكذا، فإن العبارة " كلنا في السفينة نفسها" تجد التطبيق المثالي في قدرك، كما في قدر أي من اليهود كائن من كان. إننا جميعا نرغب في أن نبث إلى الله بإننا نحبه و أننا جميعا نرغب في التقرب إليه.

إننا جميعا نرغب في أن نبث لله حبنا و أننا جميعا نرغب في التقرب إليه.

أنا أتفهم إحباطك عند اطلاعك على شرائع نوح السبع التي يخضع لها "بني نوح". وسعيد حقا لكونك لم يسبق لك أبدا أن قتلتي نفسا، أو ارتكبت فاحشة الزنى. كما أظن أنه باستطاعتي أن أفترض أنك لا تسرقين و ليس من عادتك أن تأكلي لحم حيوان حي. هكذا يدل الظاهر بأنك كنت تحترمين الشرائع السبع. حتى قبل أن تعلمي بوجودها.

دراسة تطبيقية.

مع ذلك، فالحقيقة شيء آخر وجمال الدراسة هو ما يسمح بالكشف عنها. كي نبدأ، ينبغي القول بأن شرائع نوح السبع تمثل سبع فئات مختلفة من الشرائع تتضمن الواحدة منها أخريات. فعندما نأخذ في الاعتبار الشرائع الأساسية (شرائع نوح السبع) و الشرائع الثانوية، نحصل على مجموع غاية في الأهمية، سنعمل على شرح تفاصيلها في مقال قادم.


- تحريم عبادة الأوثان : إذا كنا نعتقد بأن عبادة الأوثان لا تخص إلا الأديان، فمن المؤكد أن في أيامنا هذه، قلة من الناس هم على عبادة الأوثان. مع ذلك، إذا علمنا بأن المال والرياضة و الموسيقى.. يمكن لها أن تأخذ شكل الأوثان، ندرك بأن خطر خرق هذا النهي خطر حقيقي.

تحريم قتل النفس : إن مجتمعانت تناقش باستمرار الحق في الإجهاض أو القتل الرحيم. طبقا لقوانين التوراة، فإن هذين القانونين يمثلان شكلا من أشكال الجريمة ويتعارضان مع الإرادة الإلهية. فحينما نجد أنفسنا أمام هذه الحالة، فهل نعمل حقا على معارضة هذه القوانين أو مشاريع القوانين في كل نقاش يدور في البلد الذي نعيش فيه؟

تحريم السرقة : قد يكون التصريح بالضريبة أو إجراء جرد بعد سرقة ما مناسبة يمكن فيها أن تكون لدينا النية في السرقة. في الحياة اليومية حقا، يمكن لهذه الأوامر أن تخرق، إذا ما نحن تخلينا عن الحذر.

تحريم أكل عضو حيوان حي : أظهرت دراسات في الولايات المتحدة أن المسالخ لا تنتظر دوما أن تموت الحيوانات قبل البدء في تقطيع لحمها. إن كان هذا يقع، فإننا نخرق الأمر القاضي بتحريم أكل لحم حيوان ذبح في مثل هذه الظروف. فهل لدينا معرفة بما يحدث في مسالخ بلدنا؟

هناك أمثلة كثيرة يمكن سردها. إن ما ينبغي الاحتفاظ به من هذا العرض، هو أنه لا ينبغي أن نسلم بأن تطبيق شرائع نوح السبع أمر سهل، إذا لم ندرسها بجدية. إذا ما أدركنا ذلك فقد قمنا بالخطوة الأولى لبدء دراستنا.

في المقال القادمن سنعرض للأسس الثلاثة لعبادة الله : الصلاة، رؤية الله في حياتنا اليومية و احترام الشرائع السبع.

Share/Bookmark

الخميس، 25 فبراير 2010

أبناء نوح أو اقتصاد اعتناق اليهودية

Les enfants de Noé ou l'économie d'une conversion


"العزيز دفيد يتسحق،

أرغب في اعتناق اليهودية، لكن أعترف بأنني متخوفة شيئا ما من الاستقبال الذي سيخصني به الحاخامات. هل بإمكانكم أن تطمئنوني وتدلوني إلى ما يمكنني فعله حتى أفوز؟" ( مريم ك. فرنسا)

العزيزة مريم،

قبل أن تفكري في أن تتحولي إلى اليهودية، أقترح عليك التفكير بجد في دوافعك الحقيقية. ففي الغالب الأعم، تكون الرغبة في تغيير الدين ثمرة لمظهر تقني خاص بقوانين الزواج اليهودي: زواج كهذا لايمكن أن يتم إلا بين طرفين يهوديين، أما من ليست يهودية فينبغي لها أن تعتنق اليهودية قبل أن تنعم بأفراح الزواج. الحاصل أن المكان المخصص للإله –في هذه الاعتناقات- إن كان لهذا المكان وجود، لا يكتسي أية أهمية.

الاعتناق...لأجل التقرب إلى الله؟

الشيء المثالي هو أن الرغبة في الاعتناق ينبغي لها أن تنبعث من شعور الشخص بالمحبة تجاه الإله. بالرغم من كون التعبير بالكلمات عن هذا النوع من المشاعر صعب، فإن المرء يستطيع أن يشعر في أعماقه برغبة في التقرب إلى الله وأن يخضع لمشيئته. عندما نلج هذا المنطق، يمكن لطهر المشاعر لدى كل شخص أن يرقى أحيانا، الى جمال لا يمكن أن يقدره حق قدره إلا رب العالمين.

المفارقة تكمن في أن هذه المحبة و هذه الإرادة في التقرب إلى الله لا توجب أي اعتناق لدين جديد من طرف المرشح(ة) المحظوظ(ة). ولقد عاشت أجيال بكاملها من الأفراد – وماتزال تعيش في أيامنا هذه – بفكرة أن التوراة تخاطب اليهود فحسب، بينما للنصارى و للمسلمين كتبهم المقدسة الخاصة بهم. ما أبعد هذا عن الحقيقة.

إن كلمة الله للناس كافة

إن كلمة الله إلى الناس كافة والتوراة ( يعني: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية) تخاطب كل المخلوقات الحية. وترتبهم في فئتين متميزتين: مجموعة "الكهنة" ( الشعب اليهودي ) الذي يتحمل مسؤولية عبادة الله بشكل دائم، وبقدر مهم من الأوامر ( 613 بالتمام ). فئة الأشخاص الأخرى، هم بقية الناس الذين يلزمهم الله باتباع شرائع نوح السبع. هكذا، فسواء كنا يهودا أم لا، فليس هناك من سبب للرغبة في تغيير المجرى الطبيعي للحياة: يكفي التشبت بالدور الذي منحه الله إيانا يوم ولدنا.

لهذا السبب لاينبغي أن يكون الاعتناق هو الطريق المختارة مسبقا – من طرف غير اليهودي - للتقرب إلى الله. بل ينبغي لهذا الشخص أن يتعلم طبيعة شرائع نوح ( التي تحتوي أيضا شرائع متاخمة للشرائع السبع الأولية )، والطريقة التي بها تتم على أكمل وجه ممكن. بمثل هذا سينجز بالضبط ما كان يرغب في فعله باعتناقه اليهودية.

هذه نصيحتي لكل شخص يفكر في اعتناق اليهودية: ابدأوا بجمع المعلومات عن شرائع نوح ووطنوا أنفسكم على الخضوع لأمر الله كما يفرضه الوضع الذي ولدتم عليه.

قد تعودت الإجابة على كل أسئلة الأشخاص الغير يهود والذين لا يرغبون في تجاهل طبيعتهم الروحية، لكنهم لايشعرون بالضرورة بأنهم قريبين من الديانات الأخرى ( لأسباب يطول جدا شرحها في هذا المقام). فأن يحيا المرء حياة "ابن نوح" لهو أسلوب رائع لإشباع حاجته الروحية، عملا بما ينتظره منا الله.

أتمنى لك النجاح في مشروعك الجديد وأنتظر بشوق أسئلتك .


Share/Bookmark

الثلاثاء، 23 فبراير 2010

مدارج مقدسة



مدارج مقدسة


أثناء عباداتنا، نسمع بتعبير " الصعود بدرجة". يدل الصعود بدرجة على أن المرء قد اقترب من الهدف النهائي، من الله. مع ذلك، فإذا كان من السهل أن نتبين اللحظة التي نصعد فيها بدرجة، حين يكون الدرج واضحا، ففي المجال الروحي غالبا ما يكون من الصعب معرفة ما إذا كنا حقا قد صعدنا بدرجة إضافية .

لنضرب مثل رجل قرر أن يقترب من خالقه وأن يصلي، كما تأمر الشريعة بذلك. حينما يحقق هذا الشخص هذا الهدف، فمن الواضح أنه قد صعد درجة: لم يكن يصلي من قبل؛ وهو الآن من أولئك الذين يصلون طبقا للشريعة. هكذا الأمر كلما أخذنا على عاتقنا أن نلزم أمرا إلهيا لم نكن نأبه به من قبل.

بعد ذلك، يصير الحد الفاصل بين درجة وأخرى أقل وضوحا. هكذا، وبعد مرور زمن في الصلاة، يدرك هذا الشخص –مثلا- بأن تركيزه لا يرضي. بعد أن يستجمع شجاعته بقوة، يقرر أن يلتزم بالنطق السليم لكل كلمة من كلمات الصلوات الواجبة. هاهي ذي درجة أخرى ثم بلوغها.

في هذه الحالة، يبدو أن الميل السيء هو من يتحمل تكاليف القرار المقدس لهذا الشخص. وبما أن هذا الأخير لا يستسلم أبدا، فإن التركيز الجيد لدى هذا الشخص لا يكاد يدوم إلا وقتا ضئيلا. أيتعلق الأمر بالسقوط بدرجة؟

فإذا لم يخفض الشخص في مثالنا ذراعيه، فسيشمر عن ساعديه وسيستمر في صلواته بحماسة ترد الميل السيء خائبا. درجة أخرى من الدرجات االصاعدة؟

نستطيع أن نستمر طويلا بخصوص مظاهر أخرى من مظاهر عباداتنا: الأكل كما يجب علينا أن نفعل، حسن الظن، محبة القريب...

ما هو مهم معرفته هو كون درجة جديدة تصعد بنا لا تعني بأي حال من الأحوال نهاية الرحلة، بلوغ الكمال. وكدرج لا نهاية له، فإن تقدمنا في اتجاه القداسة لا حدود له. في الحقيقة، غالبا ما يكون فكرنا، رغباتنا، هي الحواجز الحقيقية لمتابعة تقدمنا. في هذه الحالة أيضا ينبغي أن نتوجه إلى الله و أن نضرع إليه، أن نسأله المعونة على أن نتخلص – مؤقتا على الأقل- من ميلنا السيء. فمن دون معونته نعرض أنفسنا أكثر من اللازم، لخطر الخضوع لاعتداءات هذا الأخرق المتكررة. نكون مخطئين إن اعتقدنا بأننا نملك القوة –الروحية و البدنية- اللازمة للانتصار. من دون الله، سنجد أنفسنا بعيدين كل البعد عن الحقيقة و.. أن لاشيء يقلق في ذلك.

لنتخذ قرارا: قرار أن نصعد الدرج، دوما وبدون توقف. ليس مهما أن ننزل في مناسبة ما؛ فهذا سيمكننا من الانطلاق مرة أخرى بعزم كبير و أن نبث إلى الله محبتنا، وشوقنا إليه.


Share/Bookmark

الأحد، 21 فبراير 2010

أبناء نوح : تقديم

Les enfants de Noé : présentation

أبناء نوح : تقديم

إذا سأل المرء عددا مهما من الناس عن الرابط الموجود بين التوراة ( كتب موسى الخمسة : التكوين، الخروج، اللاويين، العدد والتثنية ) و الذين ليسوا بيهود، فإن الجواب المعتاد هو : "لا رابط".

طبقا لهذا المنطق، فإن اليهود لهم التوراة، وللنصارى العهد الجديد والعهد القديم وأن للمسلمين القرآن. نتيجة هذه الحالة هي أن نترك في" أرض ممنوعة" روحية كل الذين يرون بأنهم يؤمن بالله، لكنهم ليسوا بيهود، ويشعرون بأنهم ليسوا قريبين لا من النصرانية ولا من الإسلام. هذا هو ما أشد خطورة من كون هذه النظرة لا تطابق الواقع.

توراة واحدة للناس أجمعين

إن قراءة متأنية للتوراة تكشف بأن الله فرض بعض الأوامر المحددة على الشعب اليهودي وأوامر اخرى – محددة أيضا- على باقي أمم الدنيا. ولذلك، من الخطأ القول بأن التوراة لا تخص إلا ذوي الديانة اليهودية.

وبما أن هذه الأوامر التي لا تخاطب الشعب اليهودي أعطيت لنوح ولأبناءه ( لما غادر هؤلاء الفلك)، فإن الذين يتبعون هذه الأوامر يسمون أبناء نوح، أو بالعبرانية : بني نوح.

أوكلت إلي دار النشر الأمريكية " أوكلاهوما بني نوح سوشيتي" مسؤولية الترجمة إلى الفرنسية لكتاب الصلوات الأول الخاص بالذين يؤمنون بالله، لكنهم ليسوا بيهود، وليسوا بنصارى أو بمسلمين. بكلمة أخرى، أنا سعيد جدا بأن أشارك في مشروع النشر لكتاب الصلوات الأول الخاص ببني نوح.

في الأسابيع القادمة، ستكون لدي الفرصة – إن شاء الله- كي أصف بالتفصيل من هم بني نوح و ما الخصائص المحددة للأوامر التي ينبغي عليهم اتباعها. يكفي اليوم القول بأن لبني نوح سبع أوامر موجبة للطاعة. ( شرائع نوح السبع):

1) تحريم عبادة الوثان؛ 2) تحريم التجديف؛ 3) تحريم قتل النفس؛ 4) تحريم الزواج غير الشرعي؛ 5) تحريم السرقة؛ 6 تحريم أكل عضو حيوان حي؛ 7) واجب إقامة المحاكم.

انتم اليوم تعرفون بأن للأشخاص الذين ليسوا بيهود فائدة عظيمة في قراءة التوراة نفسها التي يقرأها الشعب اليهودي منذ آلاف السنين و اتباع الأوامر التي جاءت بها والتي تخصهم.


Share/Bookmark

الخميس، 18 فبراير 2010

الزوجان المثاليان



الزوجان المثاليان

التفاهم بين الزوجين ليس بالأمر الهين. يشتهي الرجل ذاك وتشتهي المرأة هذا. يريد الزوج شيئا؛ وتريد المرأة شيئا آخر. بلا نهاية..

يمنحنا التلمود فائدة يجمل بنا ألا ننساها. تحل الحضرة الإلهية بين الزوجين كلما كان الزوجان يتبادلان الاحترام بينهما. وبالعكس، عندما يفكر الزوج والزوجة في نفسيهما- قبل أن يفكر في الآخر- فإن الحضرة الإلهية تفارقهما و " تلتهمهما نار".

يعلم التلمود ذلك انطلاقا من الإملاء العبراني لكلمات "איש" ("رجل") و " אשה" ("امرأة"). في الواقع، يوجد اسم الله " י-ה" في كلمات اللغة العبرانية. هذا الحضور ممكن لما يكون الزواج زواج احترام متبادل، زواج تقة.

لكن، كلما نسي الزوج أو الزوجة الهدف النهائي ويتحولان إلى أشخاص أنانيين، فإن الحضرة الإلهية تفارقهما. يفارق ال "י-ה" كلمات " איש" ("رجل") و كلمة " אשה" ("امرأة"). في هذه الحالة، " איש" يصير " אש" ("نار") و " אשה" ("امرأة") يصير " אש" ("نار"). لهذا السبب –حسب التلمود- تلتهم" نار" مثل هذين الزوجين.

من جهة أخرى، نعرف أن المرأة تميل في الغالب الأعم إلى الغضب بسرعة أكثر من الرجل. يمنحنا التلمود تفسيرا لذلك. في كلمة " אשה" ("امرأة")، يكون الحرفان "א" و "ש" –المكونتين للكلمة "אש" ("نار")- مترابطتين؛ في حين فإن في كلمة "איש" ("رجل")، يكون الحرفان "א" و "ש" غير مترابطين. يعني ذلك أن الرجل أبعد ما يكون عن مشاعر الغضب عكس المرأة.

بعد هذه الكلمات الجميلة، يجدر بكل منا أن يخصص عددا أكبر من الصلوات يسأل رب العالمين المعونة في أن يهيمن الأمن على حياتنا الزوجية. فبمدد من الله، قبل كل شيء، يمكن لنا أن ننعم بالسكينة المتبادلة بيننا وبين أزواجنا.

بعد الصلوات، ينبغي أن نبدل الجهود الممكنة لجعل الآخر يشعر/تشعر بانه يمثل مركز العالم في أعيننا. ففي اللحظة التي يستقر فيها الشك في نفس أحدهما، فإن الأمن الزوجي هو من يؤدي الثمن.

إن هذا الأمن الزوجي غاية في الأهمية. كم ساعة ينبغي قضاءها في سؤال معونة الله؟ كم دمعة ينبغي درفها لنبث ضعفنا أمام تفادي النقائص، كلمات وأفكار السوء..

إن ضعفنا عن التصرف السليم لايمكن أن يتجاوز إلا برغبتنا في أن نتغير إلى الأحسن. ينبغي طلب ذلك بصدق..


Share/Bookmark

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

حب المال



حب المال

الرغبة في كسب الكثير من المال ليس دوما بالأمر الإيجابي. إذا كان لزاما علينا أن نقاوم هذه الرغبة، فهذه المقاومة تخص الأشياء التي لسنا حقا في حاجة إليها. لهذا لايوجد حد أدنى –أو حد أقصى- يتساوى فيه الناس.

العديد من المتغيرات ينبغي أخذها بعين الاعتبار. فالزمن الذي ولدنا فيه ذو أهمية. اعتاد جيلنا العيش في الثراء وبلغ مستوى معيشتنا القمم في الجانب المادي. وللبلد الذي نعيش فيه أيضا تأثيره. فالعيش في الولايات المتحدة أو في المغرب غير قابل لمقارنة. فالوسط الذي ترعرعنا فيه يترك بصمته: وسط عمالي، برجوازي، ثري..

هذه الحقيقة معترف بها في الشرع اليهودي (الهلاخا). هكذا، فالمفلس الذي فقد ما كان يملك، يستطيع أن يطلب من منظمات الغوث أن تمنحه ما يمكنه من الحفاظ على قطار الحياة الذي كان ملكا له من قبل. هذه المنظمات ملزمة بالاستجابة لطلبه حسب ما تتوفر عليه من المال الضروري لذلك. وفي القانون المدني أيضا، تكون التعويضات (عن العطالة) مرتبطة بالدخل الذي نحققه.

قد لا تكون الرغبة في امتلاك المال لأداء كل ما يملكه الناس رغبة "سيئة". في عصرنا هذا يبدو أنه من الطبيعي أن يرغب الناس في التوفر على المال الكافي لاقتناء المواد الأساسية، ملابس عادية.. فهذا يختلف عما إذا كنا نرغب في التوفر على المال بهدف تجهيز قاعة استقبال من نوع لويس 15، سيارة الكادياك أو خياط شانيل.

غالبا ما يكون الفرق بين الكمالي والحاجي غامضا. يلزم الكثير من الصلوات حتى ينجلي الغموض. إن الميل السيء يأخذنا غالبا إلى الاعتقاد بأننا نستحق/نحتاج إلى الكثير. في الحقيقة، علينا أن نعترف بما يلزمنا لكي نحيا. أثناء هذا السعي، لا مفر من خوض صراع ضد كبريائنا. كم مرة لم نقتن هذا المنتوج أو ذاك حتى لا نكون عرضة لسخرية الآخرين كوننا لا نملكه. كبرياء كل ذلك..

ملاحظة مهمة: في الأغلب، لا تكون رغبتنا في تسديد دين رغبة سيئة في المال. هذه ضرورة إلى حد ما. لا توجد فضيلة أن نجعل من أقرضونا المال ينتظرون. كي نقترب من الله علينا أن نراقب أنفسنا ونعيش بالقليل.

حينما نقنع بما نملك، نكون قد خطونا خطوة كبرى في اتجاه الخالق. إن شعورنا بالقناعة لهو جزء من الاعتراف. ياله من وحي إلهي. لنشكر الله على نعمه التي أنعمها علينا: فنحن، على كل حال، لا نستحقها.

Share/Bookmark

الأحد، 14 فبراير 2010

متقاعد الروح


متقاعد الروح

موسى سعيد: فقد تقاعد.

كل شهر، يزور وكالة بنكه لسحب أجرة تقاعده. ليس كون المبلغ ضعيف ويقعد به دون حاجاته، إلا أن مبلغا مضاف إلى مبلغ، يكفي لتغطية نفقاته. تقاعد موسى لا يعد بشيء استثنائي؛ يلزم؛ في أيامنا هذه، الكثير من المال لإنجاز أشياء قليلة. ومع ذلك، فموسى يتشبت بقوة بوضع المتقاعد الذي هو فيه؛ لاشيء في الدنيا سيجعله يغيره.

وبالفعل، بعد مرور أيام قليلة جاء أحد أصدقاء موسى القدماء لزيارته. كان لهذا الصديق اقتراح مغري يقدمه لرفيقه القديم في العمل: منصب استحدث لموسى، ويأخذ في الحسبان مهاراته الخاصة. كان لهذه الوظيفة ميزة أخرى: أجرتها المرتفعة. كان الصديق متأكدا من أن موسى سيقبل. إضافة إلى كل ذلك، فموسى مايزال في صحته الجيدة وإذا ما رغب في ذلك، فإن عدد المشاريع التي يمكن أن ينفذها في الورشة مهم.

هكذا، فوجئ الصديق برفض موسى. و قام هذا الأخير بشرح الأسباب: هو مكتف بتقاعده الهزيل وينتظر مرور الوقت.

في المجال الروحي، نحن جميعا موسى.

إن الله يمنحنا المدة الذي يريدها ليدعنا في سوق العمل؛ ذلك يسمى مدة الحياة.

أثناء حياتنا، تكون لدينا كل الإمكانيات لنكون عمالا فعالين. إن أعمارنا بيد الله، و حق أن صحتنا تضعف في الأغلب مع التقدم في السن. فطالما أننا نرغب في العمل فإننا لسنا معرضين للطرد.

مع ذلك، يحدث لنا أن نعتبر أنفسنا كمتقاعدين. ينقصنا الطموح الروحي ونرضى باليسير. ياللأسف.

ينتظر الله إرادتنا في عبادته بكل ما أوتينا من عزم، برغبتنا كلها. إن تلقى عنا أن " الحد اليسير من العبادة" هو كل ما نستطيع أن نتوجه به إليه، فإنه في المقابل، سيمنحنا اليسير من فضله.

ذلك يشبه أبا يفقد (فقد؟) الأمل في إمكان أن يرى ابنه ينتهي من التصرف بكيفية كارثية. فالأب يحب ابنه دوما، لكن كان ينتظر بفتور يزيد يوما بعد يوم، ثم – بما أنه لم يره يبدل جهودا كي يتحسن- كانت مساعدته له كلما كان الإبن في أمس الحاجة إليها، تقل مع مرور الأيام.

إن أسوء ما يمكن أن يحل بنا هو أن نرى الله يبتعد عنا. نحن محتاجين إلى الحضرة الإلهية بالقدر الذي نحتاج فيه الهواء كي نحيا. إذا تخلى عنا الله – حتى ولو بصفة مؤقتة- نفقد تلقائيا حيويتنا، تلك التي تميزنا عن الحيوان.

إذا نحن رغبنا في رفع القليل القليل من رغبتنا في أن نكون بشرا، يلزمنا البدء في التصرف كبشر. إن الروحي مرتبط بالأنسان ، لا بالحيوان ولا بالنبات. فإذا ما وضعنا حياتنا خارج هذه الدائرة، فإننا نقترب من حال الحيوان.

يلزم ألا نكون متقاعدي الأرواح. لنتوجه إلى الله بأن يعيننا على محبته، وأن يقربنا منه.

Share/Bookmark

السبت، 13 فبراير 2010

حب كامل


حب كامل
الحب الكامل، الشامل. الحب الذي لا يبقي شيئا، حب بلا أفكار مسبقة. إنه لشيء جميل أن يبدي المرء أنه يحب، لأن الذي/التي يحب رائع، استثنائي، لا يوصف. أي حب هذا.

الحب الذي نخص به الله ينبغي أن يماثل هذا الوصف المثالي، الكامل. ماذا بعد ذلك؟

يحدث أحيانا أن نصلي لأننا مجبرين على ذلك. لا نتمكن كل يوم من أن " نتحرق" شوقا إلى تدارس كلام الله. فقد ننجز ما يتطلبه منا الواجب المفروض على من يؤمن بالله، دون أن نحشر دوما القلب اللازم لذلك. ألا يلزم أن يكون هذا الفرق بين المثال 
وواقع حياتنا سببا للقلق وللإجهاد؟.

لنضرب مثال أبينا أبراهيم. يخبرنا التلمود أن ابراهيم لم يكن يبدل جهدا ليعلم معاصريه وجود الله. هكذا، لما دعا المسافرين الى أن يطعموا في بيته، ولما أبدى هؤلاء رغبتهم في شكره قبل أن ينصرفوا، رد شكرهم قائلا بأن الطعام الذي طعموه كان في الحقيقة طعام رب العالمين. أي تبشير هذا.

يلقي "المدراش" ضوءا غنيا بالتعليم عن الطريقة التي تمت بها الأمور تحت خيمة ابراهيم. فقد كان الضيوف متحمسين إلى حد ما لفكرة شكر الله. هذا الموقف لم يثن الأب ابراهيم عن استعمال حجة مناسبة: مصلحة المسافرين المالية لقبول وجود الله.

يخبرنا " المدراش" أنه في حضور ضيوف معادين لمفهوم الألوهية، يقدم لهم ابراهيم كشف حساب الوجبة التي تناولوها. كان السعر عالي جدا: مطعم وسط الصحراء، ليس بالمجان.
أمام فاتورة بمبلغ مرتفع جدا، غير أغلب المسافرين سلوكهم على الفور وشكروا الله بإسراف.

من المؤكد أن باعث المسافرين لم يكن نبيلا، لكن ابراهيم رأى بلا شك أن شكرهم على علاته سيؤدي بهم – يوما ما- إلى تقدير وجود الله حق قدره.

هكذا سلوكنا نحن ايضا. رغم أننا لا نبدي دوما تهمما زائدا تجاه الخالق، ينبغي أن نقبل هذا الوضع. القبول لا يعني الرضا بهكذا حال. ينبغي أن نصلي – بما أمكن من علو همة ممكن- كي تأخذ شعلة الحماس مكانها في قلوبنا ويتجدد فينا حب الإله.

لنحذر الميل السيء الذي يود أن نتحول إلى كائنات بئيسة وغير راضين على أنفسنا. لنقبل بنقائصنا ولنغتنمها أسبابا لصلواتنا. سيكون لهذا فضل إطفاء جذوة الشيطان تجاهنا.

Share/Bookmark

الخميس، 11 فبراير 2010

مطبخ وصلاة


مطبخ وصلاة

لنتكلم قليلا عن المطبخ.

طبقا للشرع اليهودي، إذا ارتكبنا خطأ بوضع اللحم في قدر نستعمله عادة لإنضاج الحليب و مشتقاته، فالأمر ليس جد خطير. تكفي إزالة اللحم من القدر و غسلها جيدا.

إذا كنا أثناء ذلك قد قمنا بتسخين القدر- لطبخ اللحم - على سبيل المثال- فالأمر مختلف. أثناء التسخين تكون القدر قد متصت نكهة اللحم لتصير مشربة بخليط من نكهة اللحم ومن نكهة الحليب ما يجعلها محرمة، وغير قابلة للاستعمال. ليس فحسب أن النار جعلت نكهة اللحم تتسرب إلى جدران القدر، لكن كل استعمال قادم سيجعل هذه النكهة تعاود الخروج من جدران القدر، كلما قمنا بتسخينها من جديد. بربط لذة المائدة بلذة الصلاة يمكننا تعلم درس مهم لتحسين طريقتنا في التوجه إلى رب العالمين.

مثال القدر يعلمنا أنه في غياب الحرارة لاشيء يتسرب، لاشيء يمكن امتصاصه. أيضا، عندما تتسرب نكهة مادة ما إلى داخل جدران القدر، فلن تتمكن من معاودة الخروج إن لم نقم بتسخينها من جديد.

عندما نصلي، نطلب من الله أن يجري المعجزات من أجلنا. إن رغبتنا في تلقي البركات الإلهية غالبا ما تكون متناسبة مع رغبتنا في التقرب من الله. مثال القدر تعلمنا أنه في غياب الحرارة – إن كان قلبنا لا يتحرق شوقا – لن نستطيع امتصاص/تلقي شيء من رب العالمين. لكي ينشأ العقد، ينبغي أن يسخن قلبنا، ينبغي لصلاتنا أن تكون حقيقية لا مجرد كلمات ننطق بها دون أن نفكر فيها.

بتسخين قلبنا نصير قادرين على امتصاص النعم الإلهية التي مافتئنا نطلبها. وبقدر ما نصير "دافئين"، تستقر هذه النعمة عميقا في نفوسنا. باشتعالنا نستطيع أن نجعل من هذه النعمة جوهرنا الخاص.

من جهة أخرى، فحينما نود أن نبدي إلى الله رضانا ونمنحه أفضل ما نملك، جوهرنا، تلزمنا أيضا الحرارة كي يطفو رضانا على السطح، كي يخرج.

حين نقول لله بأننا مستعدين لأي شيء كي يستجيب لدعواتنا، يلزم ألا يخبو دفئ قلبنا – مرة أخرى - كي لا تبقى إرادتنا تلفظا فارغا. في غياب الحرارة، تبقى " أنانا" مدفونة فينا، طريقة أخرى للقول بأننا لسنا مستعدين لتسليم السلاح و إعطاءه تبارك وتعالى الحق في الوصاية على شخصنا.

حين سنكلم الخالق في المرة القادمة ، يجمل بنا تذكر درس القدر وأن ندفئ قلبنا. لا يوجد شيء يقارن بصلاة تنبعث من أعماق القلب. نهب نارا حقيقية مقدسة للخالق.

Share/Bookmark

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

مزيد من الاقتراب


مزيد من الاقتراب

الاقتراب من الله هو أن ترتقي درجات الانمحاء كل مرة. لا شك في أن ال"بيتول" (" الفناء"،"المحو"،"الانمحاء") التام ليس في متناول الجميع، لكن الأساس هو الاعتراف بأهميته ومحاولة الاقتراب طوال حياتنا. بهذا الشرط يمكن للمرء أن يستجيب للمشيئة الإلهية في الكمال.

يلعب الميل السيء أدوارا. حسب هذا الميل السيء، فإن عدم خرق القوانين التوراتية والربانية يمثل الكمال. الأمر بسيط.

جيد طبعا أن نحترم نصوص القوانين. فمما لاشك فيه أن من يتحلل منها يعرض نفسه لمستقبل أيام مؤلم. علاوة على ذلك، فإن الاعتقاد بأننا باجتنابنا المحرمات نبدي حبنا بالتمام والكمال للخالق، هو اعتقاد غير دقيق. يريد منا الله قلوبنا.

هكذا، فإن المرحلة الأولى تكمن في عدم إتيان الحرام. ليس هذا بالأمر الهين ويستوجب دراسة يومية لنصوص القانون، كل حسب إمكانياته وقابليته.

تقتضي المرحلة الثانية أن نمحو مفهومنا للذة لنفسح المجاللذلك الذي يناظر اللذة العلوية. بكلمة أخرى، يتوجب علينا استهداف المستوى الذي يضم كل ما يمتعنا تماما، ويكون في الآن نفسه، هو ما يريده منا الخالق بالضبط. إن قصة شمشون لغنية بالعبر.

كان شمشون متزوجا بامرأة فلستية من مدينة "تيمنا". وكان الهدف من هذا الزواج أن يعيش بين الفلستيين ويجد حجة لمهاجمتهم. لم تكن الفكرة من قبله فحسب، بل جاءته من الله أيضا. ( القضاة 14:4). تم الاحتفال بالزواج وتحقق هدف شمشون جزئيا.

أثناء ذلك، يفاجأ والدا شمشون- اللذان لم يكونا على علم بالمصدر الإلهي للمشروع- باختيار ابنهما. " ألا توجد امرأة من قرابتك أو من بقية الشعب، حتى تذهب للبحت عن واحدة من بين الفلستيين؟". فيجيب شمشون: " تعجبني هذه". في هذا الشعور يكمن خطأ شمشون.

يعلمنا التلمود بأن خطأ شمشون في كونه يريد جسم زوجته المستقبلية، رغم علمه بأن إرادة الله قضت بأن يتزوج بها. ال"بيتول" التام يكمن في ألا نشعر بشعور خاص وأن نتزوج هذه المرأة لأن مشيئة الله قضت بذلك. فقد عوقب شمشون لأنه خلط مصلحته الشخصية بالمهمة المقدسة.

لنطمئن: خالق الكون يفرض علينا ما نقدر على منحه إياه.وبمستوانا نحن، هذا يعني أننا بتصرفنا على شاكلة شمشون، لن نجلب على أنفسنا أي عقاب.

بالرغم من كل ذلك، فهذه القصة ينبغي أن تتيح لنا أن نأخذ في الحسبان إلى أي حد نكون بعيدين عن الله كلما فكرنا في إرضاء قلوبنا، شهواتنا، ونحن مطمئنين بأننا لا نخرق أي قانون.

تحذير آخر: لا تنفع الرغبة في أن نلعب دور السادة الكبار. كما يمكن أيضا أن يتعذر علينا الوصول إلى درجة الكمال المطلق. لا ينبغي لهذه الفكرة أن تقعد بنا. بالعكس، ينبغي أن تحثنا على التدرج في مدارج الكمال كل يوم.

إننا ونحن نمنح الله الشوق في التقرب إليه - رغم أخطاءنا و زلاتنا الروحية- نمنحه أعز ما نملك. لنكن جديرين إذا باستحقاق هذا الشوق.


Share/Bookmark

الاثنين، 8 فبراير 2010

رولان- كاروص والإلهي

(Associated Press)

رولان- كاروص والإلهي

مقام العبودية يشبه مباراة في لعبة التنس.آنذاك، تكون القواعد مختلفة عما هو متبع لدى أفضل لاعبي الدنيا.

كل كرة تأتي من الإله تسمى " أمر". وكل مرة أرد فيها الكرة، أخسر نقطة. إنها لعبة مسلية، أليس كذلك؟ في الحقيقة، يكمن المثال في ألا نرد أي من الكرات، بل ينبغي كنزها.

في سياقنا نحن، إن إرجاع الكرة يعني إعطاء الأمر طابعنا الخاص. هذا ليس هو المثال. فكلما رغبت في تعديل - بأي كيفية من الكيفيات- ما تلزمني التوراة بفعله، ابتعد عن السلوك المثالي. السلوك المثالي يكمن في الخضوع لإرادة الخالق دون أن أن نحشر فيها نفوسنا: أفكارنا، شهواتنا..

مثال: قررتم أن تقضوا عطلتكم في نيويورك ولهذه الغاية اقترضتم 1000 دولار من صديق. أسابيع بعد ذلك- لما أردتم أداء ما اقترضتم إلى صديقكم- انخفض سعر الدولار. وبالرغم من أنكم لم تكونوا ملزمين بذلك، فقد قررتم إعادة المال بالسعر القديم: على أي، فقد قدم لكم صديقكم خدمة بإقراضه إياكم المال وترون من جهتكم بأنه من الطبيعي أن تتصرفوا تجاهه على نحو تعتقدون بأنه مثالي.

طبقا للتوراة، فإن هذا الموقف محرم؛ ذلك بأن مثل هذا الأداء ينتهك القوانين النقدية للتوراة. ومن دون الدخول في التفاصيل- المتعددة والمعقدة- لهذه القوانين، يكفينا القول بواجب رد الدين إلى صديقكم بالسعر المطابق ليوم الأداء. ماذا سيكون موقفكم؟

عدم الأخذ بأوامر التوراة و وقضاءكم دين صديقكم كما يحلو لكم يمثل خرقا للقواعد التوراتية، وهذا لا شك فيه. أما إن خضعتم لأمر التوراة مع اعتبار أن ما حدث يؤسف له، فقد نفذتم حقا الإرادة الإلهية..في الفعل وليس في الاعتبار.

عندما نستيقن أن الله يريد قلوبنا، سنفهم بأن الائتمار بالأوامر مع الرجوع إليها بشكل سلبي ليس ما يريده رب العالمين. المثال أن نجعل هذا المراد الإلهي مرادنا وأن نكون مرنين بما فيه الكفاية لتغيير طريقتنا في التفكير. ينبغي أن نتلقى تحديدات الخير والشر من السماء لا من قلوبنا.

في ذلك تكمن الصعوبة وعلى هذا المظهر ينبغي أن نركز الجهوذ.

يبدأ كل شيء باحترام القوانين التوراتية. فلاعب تنيس هو قبل كل شيء من يحترم قواعد اللعب. والمرحلة الثانية تقتضي بأن نجعل هذه القواعد قواعدنا؛ إذاك يمكن لنا أن نكون اللاعب " الجيد " وأن نتقدم إلى الكمال.

في سعينا إلى الانمحاء الكامل، نضع الأصبع على الجوانب الصعبة لمقام العبودية: ال"بيتول" ( "المحو") لذواتنا. إن الهدف – ال"بينول" الكامل- لا يمكن بلوغه إلا لقلة نادرة من الأشخاص. ومع ذلك، ينبغي لنا جميعا بذل ما نستطيع من جهود للاقتراب منه، باستمراروبزيادة يومية.

دفيد يتسحق تروتمان


Share/Bookmark

السبت، 6 فبراير 2010

سلوك بهيمة ببدلة من ثلاث قطع




سلوك بهيمة ببدلة من ثلاث قطع

"قيادة بلد ما لا يتطلب ذكاء حادا أوتكلفا. الصدق والبساطة يكفيان لذلك." ( قصة الحاخام نحمان – المتكلف والبسيط)

عندما يقدرشخص ما أن باستطاعته أن يخدم بلده ويقوده إلى الخير، فهو في الواقع يعطي الدليل على حس عال لنكران الذات. لمطابقة هذا الوصف، ينبغي على هدا الشخص أن يمتلك ميزات استثنائية وأن ينكر تتلاشى ذاته تماما أمام مصلحة الوطن. ما يفصلنا عن الحيوان بالتحديد هي هذه الملكة: التفكير العقلاني الذي يهدينا الى نسبية غرائزنا وشهواتنا. في المقابل، يحيا الحيوان وهو يبحث عن إشباع غرائزه الأكثر دونية دون أن يعقل ما يفغل.

فكلما أسرفنا في إيلاء الأهمية إلى المظهر المادي لحياتنا، كلما اقتربنا أكثر إلى حالة الحيوان. في هذه الحالة، قد يأخذ التصرف على منوال الحيوان في الغالب، واحدا من الشكلين التاليين. يدخل في الفئة الأولى الأفراد الراغبون في أن يحيوا لملذاتهم، حتى ولو كانت على حساب الآخرين. لا يترددون في أن يكونوا عنيفين ( تجاه النساء، في الغالب) لإشباع ما يشتهون.

في الفئة الثانية، يدخل الأشخاص الأكثر جبلة على مثل هذا السلوك والذين هم في حاجة إلى تقدير الناس لهم. يكون لهؤلاء الأشخاص ، في غالب الأحوال، وضع عام جلي (رجال سياسة، ممثلون، رياضيون...) ويستغلونه لانتزاغ أكبر قدر من المنافع.
تخيلوا شخصا على رأس حكومة، شخص يحب الأقلام حبا لا حدودا له، حبا مرضيا. هاهوذا مثال بالغ الكمال لحيوان ببدلة من ثلاث قطع. وبغض النظر عما إذا كان هذا الفرد محترما في المنتديات الدولية وأن رئيس الولايات المتحدة يزوره. وبغض النظر عما إذا كان ينبغي التوجه إليه بعظيم الاحترام، يفرضه موقعه. هذا الشخص حيوان بقدمين.

سلوك الحيوان لدى الأنسان ينتهك الكرامة الأنسانية، و القواعد الأكثر بداهة للصدق والبساطة. وبسرعة يتحول حب الأقلام إلى شيء لا يغني. نطمح إلى أفضل وأغلى الأجنحة في الفنادق الفاخرة؛ نرغب في احتلال أفضل وأغلى مقعد في الطائرات.

لنا القادة الذين نستحقهم. إذا كنا لا نولي كبير أهمية إلى المظهر المادي للحياة، فسنوصوت بسهولة لشخص صادق وبسيط. لا تمدن عينيك إلى – أو تقبل – مال شخص آخر لتنغمس في الحماقات المادية؛ لا تنتهك القواعد – الأخلاقية و المدنية – لبلدنا ؛ كن راضيا بقلم "بيك". لو على الأقل، بإمكاننا أن نتخيل عيشا حقيقيا على هذا المنوال.

لنتمنى لقادتنا أن ينظفوا الأرضية ويتركوا المكان لأولئك الذين يمتلكون نظرة إنسانية للحياة. آمين

دفيد يتسحق تروتمان

Share/Bookmark

الخميس، 4 فبراير 2010

صدفة فارغة


صدفة فارغة

لنستجمع شجاعتنا بقوة، فما دام التلمود هو من يتكلم، فمن الواجب أن نطرق الموضوع. بعض النساء لسن أوفياء لأزواجهن. بالرغم من أن الموضوع لا يطرح للحديث كما هو الحال عندما يتعلق الأمر بالرجال الذين يخونون أزواجهم، إلا أنه يطابق واقعا لايمكن تجاهله. يعلمنا التلمود فيما يتعلق بهذا الموضوع:

إن امرأة تخون زوجها تعدل "قاريا" في حبة سمسم." القاريا" هذه، هي دودة توجد في حبات السمسم وتنعم بها. هذه الدودة تمتلك خاصية: تلتهم الحبة من الداخل الذي توجد فيه، تاركة الغشاء الخارجي في أمان.

يسعى التلمود إلى أن نفهم أن امرأة تخون زوجها تخرب البيت كما تفعل" القاريا". يستهلك البيت من الداخل، ويفرغ من مادته. فيبدو الزوجان من الخارج- للأصدقاء، والأبناء...- أنهما على ما يرام، وليس هناك من خطأ يشوب علاقتهما. وقد يذهب الملاحظ المبتديء إلى أنه أمام زوجين مثاليين. مع أن الخسارة عظيمة ومدمرة.

إن امرأة ترتكب فاحشة الزنى، تفقد، في الحقيقة، مبررات كونها زوجا للرجل الذي هي في عصمته. إنها تعتقد ، وهي تتصرف دون علم الجميع، بأن الحياة تجري مجراها. لكن النهر الطويل الهادئ قد بدأ، في الواقع، يشح.

أن تكون مؤمنا، هو أن تحترم بعض القواعد الدقيقة. واحدة من هذه القواعد تكمن في أن يحيا المرء، بشكل نزيه، حياته الزوجية. هذا لا يعني بأن المشاكل لا يمكن لها أن تظهر. إن الإيمان بالله هو، إلى حد ما، الاقتناع بوجود اللطف الإلهي، ومعرفة أن كل شيء وجد للخير.

ليس للمرأة التي تخون زوجها أن تلتمس الأعذار. بغض النظر عما إذا كان زوجها لا يشبه نجما أمريكيا، ولا يجعلها تحلم كثيرا. عندما نولي أهمية لمظاهر الحياة المادية، فعلينا أن نعلم بأننا لن نجد لذواتنا ارتياحا ابدا.

مبررات وجود الزوجين تكمن في تربية الأبناء و إرادة آباء هؤلاء الأبناء أيضا تكمن، إلى أقصى حد، في تيسير مجيء البالغين الذي سيتبعون سبيل التوراة. أمام هذا التحدي، فإن اقتراف حرام لهو أخطر من خيانة لزوج لا تغتفر. إن الفؤاد والبصر... جسد المرأة كله، 

ينبغي أن يصرف للزوج و للأبناء. يود المجتمع المعاصر أن تجعلنا نعتقد بأن اللذة الحقيقية تكمن في الملذات الحسية الزائلة. فقراء حتى من أنفسنا..

على عتبة الموت، سيكون للمرء الحظوظ الوافرة ليكتشف بأن ما كان يشغله طوال حياته كانت أشياء تافهة. بينما تلك الساعات التي قضاها يعتني بزوجه، ويهتم برفاه أبناءه، ستبقى معنا خالدة . للمرأة مسؤولية من الدرجة الأولى في إنشاء بيت كريم الأخلاق. ينبغي لها أن تقوم بدورها.

نرجو من الله أن يفتح أعين النساء ويهديهن الى الأخذ بأدوارهن الحقيقية.

سنتطرق قريبا إلى موضوع صار وجوده أكثر اعتيادا وبالتالي أكثر خطورة: يتعلق بالرجال الذين يخونون أزواجهم. سنرى السبب الموجب لانتباه الرجال ولاحترامهم أزواجهم.

دفيد يتسحق تروتمان



Share/Bookmark