الاثنين، 8 فبراير 2010

رولان- كاروص والإلهي

(Associated Press)

رولان- كاروص والإلهي

مقام العبودية يشبه مباراة في لعبة التنس.آنذاك، تكون القواعد مختلفة عما هو متبع لدى أفضل لاعبي الدنيا.

كل كرة تأتي من الإله تسمى " أمر". وكل مرة أرد فيها الكرة، أخسر نقطة. إنها لعبة مسلية، أليس كذلك؟ في الحقيقة، يكمن المثال في ألا نرد أي من الكرات، بل ينبغي كنزها.

في سياقنا نحن، إن إرجاع الكرة يعني إعطاء الأمر طابعنا الخاص. هذا ليس هو المثال. فكلما رغبت في تعديل - بأي كيفية من الكيفيات- ما تلزمني التوراة بفعله، ابتعد عن السلوك المثالي. السلوك المثالي يكمن في الخضوع لإرادة الخالق دون أن أن نحشر فيها نفوسنا: أفكارنا، شهواتنا..

مثال: قررتم أن تقضوا عطلتكم في نيويورك ولهذه الغاية اقترضتم 1000 دولار من صديق. أسابيع بعد ذلك- لما أردتم أداء ما اقترضتم إلى صديقكم- انخفض سعر الدولار. وبالرغم من أنكم لم تكونوا ملزمين بذلك، فقد قررتم إعادة المال بالسعر القديم: على أي، فقد قدم لكم صديقكم خدمة بإقراضه إياكم المال وترون من جهتكم بأنه من الطبيعي أن تتصرفوا تجاهه على نحو تعتقدون بأنه مثالي.

طبقا للتوراة، فإن هذا الموقف محرم؛ ذلك بأن مثل هذا الأداء ينتهك القوانين النقدية للتوراة. ومن دون الدخول في التفاصيل- المتعددة والمعقدة- لهذه القوانين، يكفينا القول بواجب رد الدين إلى صديقكم بالسعر المطابق ليوم الأداء. ماذا سيكون موقفكم؟

عدم الأخذ بأوامر التوراة و وقضاءكم دين صديقكم كما يحلو لكم يمثل خرقا للقواعد التوراتية، وهذا لا شك فيه. أما إن خضعتم لأمر التوراة مع اعتبار أن ما حدث يؤسف له، فقد نفذتم حقا الإرادة الإلهية..في الفعل وليس في الاعتبار.

عندما نستيقن أن الله يريد قلوبنا، سنفهم بأن الائتمار بالأوامر مع الرجوع إليها بشكل سلبي ليس ما يريده رب العالمين. المثال أن نجعل هذا المراد الإلهي مرادنا وأن نكون مرنين بما فيه الكفاية لتغيير طريقتنا في التفكير. ينبغي أن نتلقى تحديدات الخير والشر من السماء لا من قلوبنا.

في ذلك تكمن الصعوبة وعلى هذا المظهر ينبغي أن نركز الجهوذ.

يبدأ كل شيء باحترام القوانين التوراتية. فلاعب تنيس هو قبل كل شيء من يحترم قواعد اللعب. والمرحلة الثانية تقتضي بأن نجعل هذه القواعد قواعدنا؛ إذاك يمكن لنا أن نكون اللاعب " الجيد " وأن نتقدم إلى الكمال.

في سعينا إلى الانمحاء الكامل، نضع الأصبع على الجوانب الصعبة لمقام العبودية: ال"بيتول" ( "المحو") لذواتنا. إن الهدف – ال"بينول" الكامل- لا يمكن بلوغه إلا لقلة نادرة من الأشخاص. ومع ذلك، ينبغي لنا جميعا بذل ما نستطيع من جهود للاقتراب منه، باستمراروبزيادة يومية.

دفيد يتسحق تروتمان


Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق