الثلاثاء، 23 فبراير 2010

مدارج مقدسة



مدارج مقدسة


أثناء عباداتنا، نسمع بتعبير " الصعود بدرجة". يدل الصعود بدرجة على أن المرء قد اقترب من الهدف النهائي، من الله. مع ذلك، فإذا كان من السهل أن نتبين اللحظة التي نصعد فيها بدرجة، حين يكون الدرج واضحا، ففي المجال الروحي غالبا ما يكون من الصعب معرفة ما إذا كنا حقا قد صعدنا بدرجة إضافية .

لنضرب مثل رجل قرر أن يقترب من خالقه وأن يصلي، كما تأمر الشريعة بذلك. حينما يحقق هذا الشخص هذا الهدف، فمن الواضح أنه قد صعد درجة: لم يكن يصلي من قبل؛ وهو الآن من أولئك الذين يصلون طبقا للشريعة. هكذا الأمر كلما أخذنا على عاتقنا أن نلزم أمرا إلهيا لم نكن نأبه به من قبل.

بعد ذلك، يصير الحد الفاصل بين درجة وأخرى أقل وضوحا. هكذا، وبعد مرور زمن في الصلاة، يدرك هذا الشخص –مثلا- بأن تركيزه لا يرضي. بعد أن يستجمع شجاعته بقوة، يقرر أن يلتزم بالنطق السليم لكل كلمة من كلمات الصلوات الواجبة. هاهي ذي درجة أخرى ثم بلوغها.

في هذه الحالة، يبدو أن الميل السيء هو من يتحمل تكاليف القرار المقدس لهذا الشخص. وبما أن هذا الأخير لا يستسلم أبدا، فإن التركيز الجيد لدى هذا الشخص لا يكاد يدوم إلا وقتا ضئيلا. أيتعلق الأمر بالسقوط بدرجة؟

فإذا لم يخفض الشخص في مثالنا ذراعيه، فسيشمر عن ساعديه وسيستمر في صلواته بحماسة ترد الميل السيء خائبا. درجة أخرى من الدرجات االصاعدة؟

نستطيع أن نستمر طويلا بخصوص مظاهر أخرى من مظاهر عباداتنا: الأكل كما يجب علينا أن نفعل، حسن الظن، محبة القريب...

ما هو مهم معرفته هو كون درجة جديدة تصعد بنا لا تعني بأي حال من الأحوال نهاية الرحلة، بلوغ الكمال. وكدرج لا نهاية له، فإن تقدمنا في اتجاه القداسة لا حدود له. في الحقيقة، غالبا ما يكون فكرنا، رغباتنا، هي الحواجز الحقيقية لمتابعة تقدمنا. في هذه الحالة أيضا ينبغي أن نتوجه إلى الله و أن نضرع إليه، أن نسأله المعونة على أن نتخلص – مؤقتا على الأقل- من ميلنا السيء. فمن دون معونته نعرض أنفسنا أكثر من اللازم، لخطر الخضوع لاعتداءات هذا الأخرق المتكررة. نكون مخطئين إن اعتقدنا بأننا نملك القوة –الروحية و البدنية- اللازمة للانتصار. من دون الله، سنجد أنفسنا بعيدين كل البعد عن الحقيقة و.. أن لاشيء يقلق في ذلك.

لنتخذ قرارا: قرار أن نصعد الدرج، دوما وبدون توقف. ليس مهما أن ننزل في مناسبة ما؛ فهذا سيمكننا من الانطلاق مرة أخرى بعزم كبير و أن نبث إلى الله محبتنا، وشوقنا إليه.


Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق