الخميس، 18 فبراير 2010

الزوجان المثاليان



الزوجان المثاليان

التفاهم بين الزوجين ليس بالأمر الهين. يشتهي الرجل ذاك وتشتهي المرأة هذا. يريد الزوج شيئا؛ وتريد المرأة شيئا آخر. بلا نهاية..

يمنحنا التلمود فائدة يجمل بنا ألا ننساها. تحل الحضرة الإلهية بين الزوجين كلما كان الزوجان يتبادلان الاحترام بينهما. وبالعكس، عندما يفكر الزوج والزوجة في نفسيهما- قبل أن يفكر في الآخر- فإن الحضرة الإلهية تفارقهما و " تلتهمهما نار".

يعلم التلمود ذلك انطلاقا من الإملاء العبراني لكلمات "איש" ("رجل") و " אשה" ("امرأة"). في الواقع، يوجد اسم الله " י-ה" في كلمات اللغة العبرانية. هذا الحضور ممكن لما يكون الزواج زواج احترام متبادل، زواج تقة.

لكن، كلما نسي الزوج أو الزوجة الهدف النهائي ويتحولان إلى أشخاص أنانيين، فإن الحضرة الإلهية تفارقهما. يفارق ال "י-ה" كلمات " איש" ("رجل") و كلمة " אשה" ("امرأة"). في هذه الحالة، " איש" يصير " אש" ("نار") و " אשה" ("امرأة") يصير " אש" ("نار"). لهذا السبب –حسب التلمود- تلتهم" نار" مثل هذين الزوجين.

من جهة أخرى، نعرف أن المرأة تميل في الغالب الأعم إلى الغضب بسرعة أكثر من الرجل. يمنحنا التلمود تفسيرا لذلك. في كلمة " אשה" ("امرأة")، يكون الحرفان "א" و "ש" –المكونتين للكلمة "אש" ("نار")- مترابطتين؛ في حين فإن في كلمة "איש" ("رجل")، يكون الحرفان "א" و "ש" غير مترابطين. يعني ذلك أن الرجل أبعد ما يكون عن مشاعر الغضب عكس المرأة.

بعد هذه الكلمات الجميلة، يجدر بكل منا أن يخصص عددا أكبر من الصلوات يسأل رب العالمين المعونة في أن يهيمن الأمن على حياتنا الزوجية. فبمدد من الله، قبل كل شيء، يمكن لنا أن ننعم بالسكينة المتبادلة بيننا وبين أزواجنا.

بعد الصلوات، ينبغي أن نبدل الجهود الممكنة لجعل الآخر يشعر/تشعر بانه يمثل مركز العالم في أعيننا. ففي اللحظة التي يستقر فيها الشك في نفس أحدهما، فإن الأمن الزوجي هو من يؤدي الثمن.

إن هذا الأمن الزوجي غاية في الأهمية. كم ساعة ينبغي قضاءها في سؤال معونة الله؟ كم دمعة ينبغي درفها لنبث ضعفنا أمام تفادي النقائص، كلمات وأفكار السوء..

إن ضعفنا عن التصرف السليم لايمكن أن يتجاوز إلا برغبتنا في أن نتغير إلى الأحسن. ينبغي طلب ذلك بصدق..


Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق