الاثنين، 30 مايو 2011

الوصايا التوراتية



لكل وصية من الوصايا التي أوصانا بها الله أربع مظاهر مختلفة: الدرس، التعليم، الحفظ و التحقق. 

الدرس يكمن في تحصيل المجمل والمفصل لكل وصية من الوصايا. هذا الدرس ينبغي أن يوافق قدرات كل فرد: ذكاء، توفر الوقت... هذا الدرس ينبغي أن يخدم هدفين: الدرس لذاتة وتحصيل المعرفة اللازمة لحسن التطبيق. مثال: على اليهودي أن يدعو بدعاء قبل تناوله لشيء من الطعام. هكذا، ينبغي معرفة مختلف الادعية الخاصة بكل نوع من أنواع الطعام (مجمل) والخصوصيات في حال الطارئ (مفصل). طارئ يمكن أن يحدث: نمسك بتفاحة قصد التهامها، وقد دعونا بالدعاء المناسب... لكن بمجرد رفعها الى الفم، يتبين لنا أنها غير صالحة للأكل (مثلا: فاكهة فاسدة). ما العمل ؟ أنستطيع أن ننتاول مكاتها فاكهة أخرى؟ هل يجب تكرار الدعاء نفسه؟ هل ذهب دعاءنا سدى؟

التعليم يكمن في واجب تعليم مختلف الوصايا (التوراتية والربانية) لمن ينصتون الينا بالأذن الصاغية. هؤلاء ينصتون لأنه من المفروض أن يقوموا بذلك ( الزوجة تنصت الى زوجها، الأبناء ينصتون الى أبيهم... ) أو لأنهم يرغبون في ذلك ( الاشحاص الذين يذهبون لحضور درس، السلطة التي نمنحها لحاخامنا... ). هذا التعليم ليس خيارا نختار اتيانه وقت ما شئنا. في الواقع، وفي مثل الحالة التي ذكرنا قبل قليل، نكون مجبرين على الالتزام بدور التعليم الذي أوكله الله الينا.

الحفظ يكمن في مراجعة القواعد المختلفة لكل من الوصايا. هذه المراجعة ترمي الى هدفين اثنين: التأكد من أننا لم ننس شيئا من درس سابق ومعمق، مع الاستزادة في كل مرة، معرفتنا بكل واحدة من الوصايا. ان موضوعا تعلمناه لأول مرة في سن العشرين لا يماثل موضوعا نتعلمه في سن الأربعين. كل مراجعة اضافية تعمق معرفتنا وفي كل مرة تجعلنا الحكمة التي هي ثمرة العمر نعيد تقديرها بكيفية جديدة. 

التحقق يكمن في العمل بما تعلمناه. لاينبغي أن نمر من النظرية الى التطبيق فحسب، حينما تسنح الفرصة بذلك، بل ينبغي أن نسعى الى تحقيق كل وصية من الوصايا. ان الله يولي كبير أهمية للجهد الذي نبذل قصد العمل بتوراتة. أن نتصدق بطعام لمحتاجين شيء، و أن ننطلق الى البحت عنهم بقصد اطعامهم شيء اخر.

هذه المظاهر الأربعة الخاصة بكل وصية لا ينقك بعضها عن بعض. و يتوقف الأمر على المحبة التي نكنها لها كي تصير عبادتنا لله نابعة من القلب، بدلا من نلك الصادرة عن آلة. عن رجل آلي.

ربي، لتفتح مشيئتك قلبي الى سبلك. اشملني يعناينك وقربني اليك وارفعني أنا الفقير الى درجة الانسان. آمين.

Share/Bookmark

الأحد، 15 مايو 2011

حيوان بزي انسان

(Associated Press)

يبدأ الايمان عندما يقف العقل عاجزا. اذا ما تزيا حيوان بزي بشري واستعمل جرافة ليدوس بها مدنيين، يجب علينا اذاك أن نستدعي شيئا من الصعب جدا ادراكه: الايمان بالله و برحمته.

بالأمس ( 2 يونيو 2008 )، قتل وحش ثلاثة مدنيين في وسط القدس. لم يكن هؤلاء الأشخاص الثلاثة في نظر الجميع - وفي نظر قانون الحرب - أهدافا مشروعة. فقد كان الأمر يتعلق بمواطنين كان بالامكان ان يكونوا، فرنسيين، سويسريين، أمريكيين... اختارهم الله ليقضوا في ذلك اليوم، بين يدي حيوان.

ما ينبغي أبدا لمثال سياسي أن يتخذ حجة لسلوك بهيمي. كل أؤلئك اللذين لم يشجبوا فعلة كتلك، متهمون بمشاركة ذلك الوحش. ان شعبا لا يشجب فعلة كتلك ليحشر في صف أمم العالم المخجلة. ان نيلسون منديلا، الدلاي لاما، وكثيرون غيرهم - وآخرون أيضا- كانت لهم قضايا شريفة ينافجون من أجلها. ولم يلجأوا أبدا الى أعمال وحشية. أن عظمة شعب ما تقاس بسلوك أعضاءه، خصوصا في فترات المحن. لقد حافظ اليهود - الى النهاية - وهم في الغيتوهات، على سلوكهم الانساني، وحتى بعد أن فقد النازييون الحق في أن ينعنوا بالبشر.

ان مأساة الأمس أثارت تصريحات معتادة لدى رجالات السياسة: عمل وحشي، تصرف غير مقبول، رد فعل اسرائيلي من الصعب التكهن به....سخافات معتادة صادرة ممن يتغذى على ثقافة غير يهودية ويدفعون شعبهم الى أداء ثمن تصرفهم الاجرامي، لقد كان الوزير الأول الاسرائيلي أكثر صدقا من الجميع حين صرح: " لقد أنفقتا مبلغا ضخما في بناء الحاجز الأمني، و بالرغم من أنه كان فعالا جدا، يتضح أن حاجزا لا يمكن له أن يمنحنا جوابا على مشكل الارهاب الذي ينطلق من جانبنا"

ان نحن سحبنا الله من حياتنا، فان الخالق يسحب حضرته الالهية من حياتنا نحن. والنتيجة: تعود " الطبيعة " الى أخذ نصابها لتخرخ الحيوانات الفلسطينيه من قفصها. في الزقاق ستوجد حديقة الحيوانات وسيقتل المدنيون لا محالة.

أعنا يا الله، حتى وان كنا لا نستحق تأييدا منك. اكفنا شر الوحوش من حولنا. لا تتركنا لأنفسنا طرفة عين.

Share/Bookmark