الاثنين، 6 سبتمبر 2010

إيتاء فائدة الشك



" ألن تسمح لنفسك بذلك؟ رد عليه. كن رجلا."

عار علينا. عار على ثقافتنا وعلى حبنا النظيف.

في الدرس السادس من ليقوتي موحران، يعلم الرابي نحمان نقطتين مهمتين : 1) من الممكن التكفير عن سيئاتنا بلزوم الهدوء حين نتعرض للشتائم؛ 2) علينا أن نعطي فائدة الشك للمرء الذي كال لنا الشتائم. لقد قمنا باستعراض النقطة الأولى مؤخرا؛ وسنستعرض، هاهنا، النقطة الثانية

ليس من الهين دوما أن نعطي فائدة الشك. على أن الأمر يتعلق، بحسب الشرع اليهودي ( הלכה )، بالقاعدة العامة، باستثناء بعض الحالات الخاصة، كالتعاملات المالية على وجه الخصوص. حين نرى شخصا يتصرف بطريقة تبدو لنا غير لائقة، فعلينا أن نبدل الجهد لإيجاد سبب مقبول لمثل هذا السلوك. نتفهم الصعوبة

بالرغم من ذلك، فحين يشتمنا شخص ما، على مرأى ومسمع من الناس، يمكن أن يتبادر إلى أدهاننا استحالة إيجاد أي عذر لما حصل. إن إحراج شخص ما خطأ فادح يتجاوزنا مداه في الأغلب

يعلمنا الرابي نحمان، في جملة واحدة ما ينبغي أن ينصرف إليه تفكيرنا : إن الشخص الذي يكيل لنا الشتائم ليس مسئولا بالكامل على إيقاعي في الحرج. ففي الواقع، وبحسب ما يعرفه هذا الشخص – وكذلك بحسب طريقته في التفكير – فإنه يعتقد أنني استحق فعلا هذه الشتيمة."

إن المرء الذي يرقى إلى هذا المستوى من مراقبة النفس، لا بد أن يتلقى بركات من السماء، عطاء غير منقوص.. فإذا ما كانت الثقافة الحديثة تدفعنا إلى " أن ننطح" من يستدرجنا إلى التلاسن، فإن الرابي نحمان البراسليفي يعطي موعظة مختلفة : تذكر أن ما من شيء يحدث إلا ويحدث بأمر الله، و الحرج الذي نفر منه – لكن من غير الممكن تفاديه دائما – يطابق المشيئة الإلهية كذلك

لنبتعد عن ثقافة الكذب هذه التي هي ثقافتنا؛ لنفر من الظهور بمظهر الجبار القوي. إن من يقف على نفسه بالمراقبة لهو القوي حقا، وليس من يستجيب بطريقة غريزية. في مثل هذه الحال، يتشبه الكائن البشري بالبهائم

ربي أعني على أن لا أنسى انك خلفتني بشرا. أعني على تكريم وحفظ مقام الدور الذي أوكلت إلي

الفخر للموتى أحياء؛ فالفناء جوهرة المومنين.

Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق