الخميس، 2 سبتمبر 2010

لا نحيا أبدا فرادى

(Poofy)

ينبغي على سالك طريق التوبة أن يستدعي قواه ويتابر على تثبيت أقدامه في سبل الله. ليس مهما أن يكون هذا المرء في صعود روحي، أو في سقوط. يشير إلى ذلك ما كتب في (المزمور 139: 8) : " إن أنا إلى السماوات صعدت، فهنالك أنت موجود، وإن أنا جعلت من جهنم مضجعي، فها أنت ذا ثانية"

بصيغ أخرى، رغم من أن هذا المرء يجد نفسه في حال صعود و يبلغ مستوى روحيا أسمى، لا ينبغي عليه أن يراوح مكانه، ولا أن يرضى بحاله. بل عليه أن يخبر الخبرة التامة ب: معرفة واعتقاد أن عليه المضي، إلى الأمام بإلحاح لا يفتر: هذا ما يقابل الخبرة في السباق، إنه ظاهر : "إن أنا إلى السماوات صعدت..."

والعكس صحيح أيضا. فرغم من أن المرء يهوي روحيا ، حتى في قرار عميق من جهنم - وقانا الله - فمع ذلك لا ينبغي له أبدا، أن يفقد الأمل، بل ينبغي له أن يتابر و في طلب الله. بغض النظر عن مقام هذا المرء، عليه أن يستجمع قواه ويرتفع بهمته بكل الوسائل المتاحة له. فالله موجود حتى في أعماق جهنم، وفي ذلك المكان أيضا، من الممكن أن نصل الله. وهذا يقابل: ...إن أنا جعلت من جهنم مضجعي، فها أنت ذا ثانية" ، في مثل هذه الحال، يتكلمون عن خبرة التوبة. ذاك لأنه من الممكن سلك طريق التوبة إن امتلك المرء هذين الصنفين من الخبرات.

كان الرابي نحمان البراسليفي دقيقا لما استعار كلمة " الخبرة" . يتعلق الأمر، في الحقيقة، بخبرة عظيمة للمرء حين يستحق أن يعرف ما يجب عليه عمله كي يتجشم المشاق ويكابد باستمرار في عبادة الله، كل ذلك وهو طوال يلك المدة يرجو أن يسمو بروحه إلى أعلى مستوى، ودون أن يسمح لشيء بأن يهوي به إلى أسفل. حتى وإن كان المرء، وهو على ما هو عليه – وقانا الله – ليس له أن ييأس. هكذا، يستجيب لما في الآية: "...إن أنا جعلت من جهنم مضجعي، فها أنت ذا ثانية"

تـعليق الرابي نحمان البراسليفي على ليقوتي موحران ( الجزء الأول، 6:11)


Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق