الأحد، 15 مايو 2011

حيوان بزي انسان

(Associated Press)

يبدأ الايمان عندما يقف العقل عاجزا. اذا ما تزيا حيوان بزي بشري واستعمل جرافة ليدوس بها مدنيين، يجب علينا اذاك أن نستدعي شيئا من الصعب جدا ادراكه: الايمان بالله و برحمته.

بالأمس ( 2 يونيو 2008 )، قتل وحش ثلاثة مدنيين في وسط القدس. لم يكن هؤلاء الأشخاص الثلاثة في نظر الجميع - وفي نظر قانون الحرب - أهدافا مشروعة. فقد كان الأمر يتعلق بمواطنين كان بالامكان ان يكونوا، فرنسيين، سويسريين، أمريكيين... اختارهم الله ليقضوا في ذلك اليوم، بين يدي حيوان.

ما ينبغي أبدا لمثال سياسي أن يتخذ حجة لسلوك بهيمي. كل أؤلئك اللذين لم يشجبوا فعلة كتلك، متهمون بمشاركة ذلك الوحش. ان شعبا لا يشجب فعلة كتلك ليحشر في صف أمم العالم المخجلة. ان نيلسون منديلا، الدلاي لاما، وكثيرون غيرهم - وآخرون أيضا- كانت لهم قضايا شريفة ينافجون من أجلها. ولم يلجأوا أبدا الى أعمال وحشية. أن عظمة شعب ما تقاس بسلوك أعضاءه، خصوصا في فترات المحن. لقد حافظ اليهود - الى النهاية - وهم في الغيتوهات، على سلوكهم الانساني، وحتى بعد أن فقد النازييون الحق في أن ينعنوا بالبشر.

ان مأساة الأمس أثارت تصريحات معتادة لدى رجالات السياسة: عمل وحشي، تصرف غير مقبول، رد فعل اسرائيلي من الصعب التكهن به....سخافات معتادة صادرة ممن يتغذى على ثقافة غير يهودية ويدفعون شعبهم الى أداء ثمن تصرفهم الاجرامي، لقد كان الوزير الأول الاسرائيلي أكثر صدقا من الجميع حين صرح: " لقد أنفقتا مبلغا ضخما في بناء الحاجز الأمني، و بالرغم من أنه كان فعالا جدا، يتضح أن حاجزا لا يمكن له أن يمنحنا جوابا على مشكل الارهاب الذي ينطلق من جانبنا"

ان نحن سحبنا الله من حياتنا، فان الخالق يسحب حضرته الالهية من حياتنا نحن. والنتيجة: تعود " الطبيعة " الى أخذ نصابها لتخرخ الحيوانات الفلسطينيه من قفصها. في الزقاق ستوجد حديقة الحيوانات وسيقتل المدنيون لا محالة.

أعنا يا الله، حتى وان كنا لا نستحق تأييدا منك. اكفنا شر الوحوش من حولنا. لا تتركنا لأنفسنا طرفة عين.

Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق