الثلاثاء، 23 مارس 2010

بني نوح : نصلي، لكن لذكر من؟

Bnei Noa'h : prier, mais qui ?


الصلوات يجب أن توجه إلى الله، بارئ الكون والذي لولاه لامتنع الوجود عن الوجود. هو الذي يجب أن تنوجه إليه بالصلاة و من غير وسيط.

لا ينبغي قول ما ليس في قلوبنا. إن الله لا يقبل أن نقرأ الكلمات المكتوبة على صفحة من الصفحات. إنما يريد أن يجذبنا إليه.

كتب الرابي شوارتز : " هناك أنواع عدة من الصلوات : صلوات الرغب، وتلك التي يمجد بها العبد الله، و تلك التي يحمده بها على النعم التي يجريها علينا، وتلك التي يستزيد بها إيمانه..."

كما توجد صلوات تتلى في حالات الاستعجال، وتلك التي لها صلة بمشاكل الصحة، الخ. إن الله يعلم ما يجري في حياتنا. ومع ذلك، فإذا لم نتوجه إليه بالخطاب ولم ندخله إلى حياتنا اليومية، فإننا ننكر- في الواقع- وجوده وحاجتنا إلى حضوره كخالق ومدبر لحياتنا.

نتشوق إلى أن نخاطبه ونقول له عن كل ما يطرأ في حياتنا. والسبب لا يكمن في أنه في حاجة الى ذلك؛ بل نحن من هم أحوج إليه. يجب أن نتذكر أن الله على كل شيء رقيب. يجب أن ينتابنا شعور بالاطمئنان متى علمنا أنه مدبر كل ما هو موجود. يجب أن نذكر بأنه الراعي وأن علينا اختيار الحياة باتباع أوامره.

بدون عونه وأوامره، لن نستطيع شيئا غير الخبط في الظلمة بعجز على بلوغ إمكانياتنا الحقيقية.

نملك الإرادة الحرة

ينبغي علينا أيضا أن نتذكر بأننا نملك الإرادة الحرة. معنى هذا أن الله لن يفرض علينا حضوره. لنا نحن أن نختار عبادته بحرية. إن صلواتنا تمثل عنصرا من عناصر هذه الإرادة. وهي في الواقع، تظهر استعدادنا لقبول عون الله و قبول أوامره في حياتنا.

علاوة على ذلك، فإننا أثناء صلاتنا، ينبغي أن نعلم أننا نتوجه إلى الله – بارئ الكون- كما ينبغي أن نبدي احتراما أكبر مما لو كنا نتوجه إلى رئيس دولة من دول العالم أو إلى ملك من ملوكها. بكلمة أخرى، ينبغي أن ندرك أننا نكلم ملك الملوك.

مثال : ما كان ليخطر ببالنا أبدا أن نلقي التحية إلى ملك من ملوك هذا العالم، دون أن نكون مرتدين اللباس بالكيفية المناسبة. وما كان لنا أيضا أبدا، أن نطلب من ملك أرضي أن يدخل حمامنا. هكذا، كلما كنا في صلاة ينبغي أن نتزيا بالطريقة السليمة وألا نقيمها في مكان غير لائق بها أبدا.

بام روجرز

( مقتطف من كتاب الصلوات الخاص ببني نوح : " العبادة القلبية "، سيصدر عن دار النشر" لابوز-كاف"* )

Editions de La pause-Café - *


Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق