الثلاثاء، 2 مارس 2010

حياة " بني نوح" اليومية.

La vie quotidienne des Bnei Noa'h

غالبا ما يطرح "بني نوح" السؤال : كيف يغير قرار اتباع أوامر التوراة التي أمر بها " هاشم " الأشخاص غير اليهود ، طريقة الحياة؟ لا يبدو حقا، أن نظرة سريعة تلقى على الأوامر السبع الواجب على هؤلاء الأشخاص احترامها، أنها تغير بعمق أسلوب الحياة المعتاد لدى شخص ما.

أقدم اليوم المقال الأول من سلسلة تتوخى إعطاء وجه عملي لإيمان "بني نوح". بعض المقاطع من هذه السلسلة مقتطفات من كتاب : " العبادة القلبية "، وهو أول كتاب صلوات بالفرنسية موجه إلى "بني نوح"، والذي يفترض أن يصداره السنة القادمة – بحول الله - عن دار النشر " لبوز-كفي"*.

حمد الله

ينبغي أن تكون الصلة التي تصل شخص ما بالخالق مبنية على أساس الحمد المتكرر المتوجه إلى الله. هذا المفهوم يكتسي أهمية قصوى ل" بني نوح" أكثر مما هو بالنسبة للأشخاص اليهود. وبالنظر إلى العدد الوفير من الأوامر المفرضة على الشعب اليهودي، فغالبا ما يتم تعويضه بأمر خاص ينبغي تنفيذه.

من جهة أخرى، فإن على "بني نوح" عددا محدودا من الواجبات التوراتية، وبالتالي يتوفرون على الوقت الكافي لصياغة دعواتهم.

حمد " هاشم " مبدأ حيوي في حياتنا ولا ينبغي الاستغراب من وجوب حمد الخالق منذ أن نستيقظ،، هكذا، فحين يستيقظ شخص ما، ينبغي عليه أن يوجه فكره إلى السماء ويقول :
" أحمدك، أيها الملك الحي الذي لا يموت بأن رددت علي روحي رحمة منك؛ ما أعظم فضلك."

إن استئناف يوم جديد فرصة فريدة للإكثار من الأعمال الدالة على عظمة الله. هذه الجملة القصيرة – التي تمثل الدعاء الأول الواجب على "بني نوح" أن يدعو بها كلما استيقظ – تشبه تلك التي يدعو بها الأشخاص اليهود. نعلم من ذلك أن البشر جميعا هم من يجب عليهم حمد " هاشم" فجر كل يوم.

إذا كنا قادرين على حمد الله منذ اللحظة التي نفتح فيها أعيننا و كنا نقدر على المحافظة على حال الاعتراف بالفضل طيلة اليوم، سنشعر بالقرب من الحضرة الإلهية باستمرار. إن هذا الشعور هو حليفنا الأساس في مواجهة تحديات الحياة الكثيرة.

عندما يغادر شخص ما سريره، ففي الأغلب ما يسرع إلى المرحاض؛ فإن لجسمنا حاجاة لا يمكن تجاهلها. أن يعيش المرء إيمانه بشكل يومي، هو أن لا يترك لحظة تمر دون أن يحمد السماء. هكذا يصير ما كان مجرد عنصر من عناصر حياتنا لا قيمة له، إلى فرصة لحمد الخالق.

لنتأمل ذلك : ينبغي لشخص ذي جهاز هضمي لا يعمل بالصورة الطبيعية أن يعالج بأسرع ما يمكن و بقدر كبير من الاستعجال. فإذا كنا نسعد بقدرتنا على الأكل والشراب كل يوم، فلا ينبغي نسيان أهمية أن تكون لنا أجسام تقوم وظائفها الحيوية بدورها.

لذلك يجب بعد أن نذهب إلى المرحاض وأن نغسل أيدينا، أن نقول :

" تباركت، أيها الحي الذي لا يموت، يا إلهنا رب العالمين، خلقت الإنسان بحكمة وخلقته بشرج وفتحات. قد كشفت وعلَمت أمام عرش عزتك أنه إذا اختل أحدها او انسد، فلا قدرة على القيام أمامك. تباركت، أيها الحي الذي لا يموت، يا من يشفي كل الأبدان ويا من يجري المعجزات.

لا ينبغي لنا أن نفاجأ بهذه الصيغة من الدعاء : فإذا كانت أجسامنا تلقى صعوبات في التخلص مما ينبغي التخلص منه، فإن طاقتنا على عبادة " هاشم " تقل بشكل كبير. ينبغي لفكرنا أن يتجه إلى دوائر السماء كلما نطقنا بالدعاء : إنه لأمر مفرح أن تكون لنا أبدان تمككنا من طاعة الخالق.

هذا هو الدعاء نفسه الذي يتلا من طرف الأشخاص اليهود. يحمدون هم أيضا رب العالمين بأن أعطاهم القدرة على أن يجعلوا من أجسامهم مركبة حقيقية لعبادة الله.

إن هذين الدعائين مثال جيد لمهمة كل كائن بشري : البحث عن الحضرة الإلهية و البقاء بمعيتها في أدنى حركات حياتنا.

يتبع...

Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق