الأربعاء، 2 يونيو 2010

القداسة في عالمنا


هناك مفاهيم نعرف بوجودها، اللهم إذا ما كنا غير متعودين عليها. مفهوم القداسة ينتمي إلى هذه الفئة. قدسية الإله، و تلك المتعلقة بالتوراة.. حتى لو أننا سلمنا بوجودها – متى سلمنا بذلك – فمن المحتمل أن يصعب علينا أن نجد هذه المفاهيم بالقرب منا، في حياتنا اليومية. في العمل، في البيت الأسري، في أوقات الفراغ... ننزع إلى العيش " خارج " القداسة. إننا نترك مقاربتنا لهذه المفاهيم لأوقات دراسة التوراة، أوقات الصلاة...

نفترض أننا بإمساكنا كتاب صلوات، نربط علاقة خاصة بخالقنا. ومع ذلك فإن الأساس في القداسة قد يوجد في مكان آخر، حيث لا نتوقع وجودها دائما.

في "ليقوتي حلاقوت" (ליקותי הלכות)، يعلمنا الرابي " ناتان البراسليفي" بأن الأساس في القداسة يكمن في وعينا بأنها توجد في كل ما يحيط بنا، كل شيء مطلقا. ذلك ممكن متى اعترفنا بأن الله هو سبب في كل ما يشكل محيطنا، حياتنا.

هكذا، فإن التسليم بكون شيء خاص ينتمي إلى محيطنا يجد أصله في الله، يجلب القداسة إلى هذا الشيء. قد يبدو هذا الأمر بسيطا، تبسيطيا و مع ذلك...فكم مرة ننسى فيها أن الخالق قد خلق كل شيء. فبالقدر الذي ينطبق هذا الاستدلال أيضا، على كل ما هو مجرد، يجدر بنا أن نتذكر في الحالات التي نفضل كلنا، أن نتفادى فيها: صراعات بين أشخاص ، شتائم نكون ضحيتها.. هناك يوجد الله أيضا.

إذا علمنا بأن الله يوجد في كل ما يحيط بنا – المادي واللامادي- سندرك مستوى عالي جدا من الإيمان. في المقابل، عندما ننسى المصدر المقدس لشيء ما – أو لوضعية ما- نضع الله خارج عالمنا، نسأل الله السلامة. أن ننكر وجود الله لهو أسوأ شيء يمكن أن يحصل للمرء. حينما تواجهنا صعوبة في قبول الوضعية التي نوجد فيها – و نغضب - فقد رسخنا قرارنا: أن الله بعيد كل البعد عن ما يحصل لنا، نسأل الله الحفظ. فربما لأجل هذا ، يكون الغضب مساويا للوثنية حسب التلمود.

ينبغي لنا، في توجهنا القادم إلى الله، أن نسأله المعونة على ألا ننساه، كل ساعة، كل دقيقة من وجودنا؛ في كل الأمكنة وفي كل الأحوال. آمين.

Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق