الثلاثاء، 26 يناير 2010

لــذة الحرام



لــذة الحرام


تحكي الغمارة 91 ب قصة لا تصدق:


زوج خائن يجد نفسه رفقة عشيقته. يعود زوج هذه الأخيرة إلى بيته دون أن تكون عودته منتظرة. ولما لم تكن للزوج الخائن فرصة للهرب، يختفي خلف ستار قاعة الاستقبال.


في هذه الغرفة، كانت توجد بعض أوراق من نبات الجرجير وضعت عليها أفعى سمومها لما كان الزوج خارج البيت. اشتهى الزوج أكل أوراق الجرجير هذه دون علم زوجته. وقبل أن يرتكب الزوج ما لا علاج معه، حذره الزوج الخائن: " لا تأكل أوراق الجرجير لأن أفعى ذاقت منها قبلك".


عاد الزوج من روعه ليجد نفسه أمام لغز: حضور رجل في بيته جعله يعتقد أن زوجته قد خانته. مع ذلك، فكون هذا الأخير قد أنقذ حياته يدل على أنه لم يرتكب اي سوء. مع ذلك ، فلو أن الرجل زنى حقا، كان بلا شك قد فضل أن يرى الزوج يموت ليحتفظ بزوجته لنفسه.


تعطي الغمارة جوابا: كون الغريب أنقذ حياة الزوج يدل على أنه فعلا لم يزني، وإلا للزم بالضرورة أن يترك الزوج يموت.


تتعجب الغمارة: " هذا واضح " وتعطي تفسيرا غنيا بالتعليم: تجهد الغمارة نفسها لتخبرنا عن براءة الغريب المزعومة؛ لأنه خلافا لذلك، من الطبيعي الاعتقاد بأن كونه قد أنقذ حياة الزوج لا يعني أنه لم يزن. في الحقيقة، سيقال بأنه أنقذ حياة الزوج لتبقى عشيقته محرمة عليه و بالتالي..ستبفى أكثر جاذبية.


تذكرنا الغمارة بمبدأ مهم في مهمة التكليف المنوطة بنا. يصير كل ما هو محرم أكثر إغراء مما هو محلل. يعكس الميل السيء الشيء المحرم في أعيننا دون أن ييأس من أن يجرنا إلى انتهاك الحرمات. وبالتالي فإن ما نرغب في اقترافه، إذا ما نحن أنصتنا لميلنا السيء- يبدو لنا أكثر جاذبية بطبيعته التحريمية وليس بطبيعته الجوهرية.


إنه من الأهمية بمكان أن نتذكر ذلك كلما هممنا بالتصرف على نحو لا يرضاه الله، ندعو الله أن يحفظنا. يمكن أن نعتقد أننا و بأقل عدد من المحرمات، سنكون أكثر سعادة في خدمة التكليف المنوطة بنا: بعد ذلك كله، سنتحرك بحرية واسعة.


هذا المنطق يجهل طبيعة الميل السيء. هذا الأخير إنما جعله الله ليبلونا في إيماننا وحبنا لله. مهما يكن عدد المحرمات: فالميل السيء سيحاول دوما أن يبعدنا عن الخالق. في المقابل، فإن الله وهبنا عددا مهما من الأوامر ليوفر لنا فرصا عديدة لإبداء حبنا.


حينما نشعر بأننا مأخوذين بشيء محرم، فلبيست لذة الحرية هي ما يأخذنا، وليست الطبيعة الخاصة لما نود القيام به. بل إنها لذة المحرم. في هذه اللحظة بالتحديد يكون الإيمان ذا أهمية. في هذه اللحظة التي يحاكمنا فيها الله.


لنكن جديرين بالنجاح في ابتلاءاتنا وبالاقتراب من رب العالمين.


دفيد اتسحق تروتمان


Share/Bookmark

أخذ ما ليس لنا



أخذ ما ليس لنا


وفقا لنظرتنا إلى الحياة، قد يبدوا لنا – بأقل أو أكثر حدة في الغالب - بأننا لا ننال ما نستحق. سواء تعلق الأمر بزوجنا، أو بأبناءنا، أو بأصدقاءنا في العمل..كل شخص لايتصرف وفق رغباتنا الخاصة هو نقيض.


يحدث هذا التعارض يوميا ويمكن أن يأخذ أشكالا متنوعة. ومع ذلك، فإن ردود أفعالنا مقياس لحالنا في مهمة التكليف التي أناطها بنا الإله.


حينما نشعر بجيشان مشاعر الإحباط، ينبغي أن ندرك بأننا نبتعد عن الإيمان. فإذا ما نحن تركنا الغضب ينفجر، نكون قد نسينا تماما أن ثمة خالق و نكون قد اقتربنا بشكل خطير من الوثنية.


وبغض النظر عما إذا كان لزوجنا رأي آخر مختلف عن رأينا؛ وأن نكون مجبرين على أن نكرر أكثر من مئة مر الشيء ذاته قبل أن يسمع منا أبناءنا؛ وأن لا يرضى رئيسنا عن عملنا..لكل هذه الوضعيات نقطة مشتركة: أنها من مشيئة الله، قدرها ودبرها. فمن نحن حتى نردها؟


أذكى الناس من يستطيع أن يصرخ: " لا أعرف ما الغضب " فقد يظهر في ثواني معدودة حين لا نكون ننتظره. فنتحول من إنسان إلى عبيد للميل السيء. وقانا الله من مثل هذا الشعور.


ما ينقصنا أكثر في هذه الحياة هو المعرفة. المعرفة الحقة هي معرفة أن الله موجود. إنها التجارة الرابحة. كثير منا يعرفون أن الله موجود. إننا لا نصلي بدون يقين أن الكون مخلوق بإرادة إلهية.


ومع ذلك، فإن المعرفة الصحيحة هي أن نعرف حقا بأن الله يدبر كونه، وبأنه لا يمكن أن يحدث حادث دون مشيئته.لذلك ، أن نغضب لهوطعن في الوضع الذي خلقنا فيه رب العالمين؛ ذلك أننا نرغب في شيء لم يكن قد كُتب لنا، نرغب في الحصول بالقوة على ما لايريد الله أن يهبه لنا.


في المقابل، فالمؤمن لا يشكو مما يحدث له.هذا لا يعني أنه سيفهم في كل لحظة التعارض الذي قد يواجهه. بكل بساطة، ذلك يعني بأن هذا الشخص يعرف بأن الله يدبر الكون و بأن الأيمان هو معرفة أن الله يريد لنا الخير وأن الشر لا يمكن أن يصدر منه، وبأنه ينبغي لنا أن نطمئن اليه.


الأيمان هو معرفة أن الله يريد لنا الخير وأن الشر لا يمكن أن يصدر منه.


ندعو الله أن يهبنا المعرفة الصحيحة التي نحتاجها جميعا لرفع تحديات الحياة. آمين.


دفيد اتسحق تروتمان

Share/Bookmark

السبت، 23 يناير 2010

ســــــــــارق الــوقــت



ســــــــــارق الــوقــت


عندما تطلع الشمس، تكون دائما رغبتنا في دراسة التوراة عظيمة. ومع ذلك، فإن واجباتنا المختلفة تستغرقنا مع مرور اليوم، وتبدو وكأنها تصيح: "ليس بعد ! لاحقا !". وبالفعل، تكون الشمس قد آ دنت بالمغيب ويتضح لنا أننا قد نسينا حماستنا الصباحية. ما العمل للتغلب على ميولنا السيء ولفتح كتاب مقدس؟


في الواقع، لقد كذب والدانا. عندما كنا أطفالا وكانا يقولان لنا بأن أسوء شيء هو أن نسرق، فقد نسيا أن يقولا كل ما كانا يودان أن يقولاه. لقد كان كذبهما من كذب الغفلة.


بالطبع، فإن الأمر فظيع أن نسرق. أن نسرق ممتلكات الآخرين هو رغبة في الحلول مكان الإله. فلو شاء رب العالمين أن نملك ما نرغب في امتلاكه، لكان قد كتبه لنا. أن نسرق ملكا ملموسا أو غير ملموس فالأمر سيان. هكذا، فإن سرقة وقت شخص ما أخطر من سرقة حافظة نقوده.


ومع ذلك، يبغي حقا علينا أن نسرق في حياتنا. علاوة على ذلك، ينبغي علينا، في الغالب وكل يوم، أن نسرق.


ينبغي أن نسرق الوقت حتى نستطيع أن ندرس التوراة. ليس وقت الآخرين، بل وقتنا نحن.


يذكرنا الحاخام نحمان البراسليفي في "ليقوتي موحران" I : 284 بأن كل شخص – بعد مماته – سيحاسب وسينبغي عليه أن يجيب على السؤال التالي: " هل خصصت وقتا لدراسة التوراة؟" حسب الحاخام نحمان، فأن المعنى الحقيقي للسؤال هو كالتالي: يكون كل شخص مأخوذا بمشاغل حياته اليومية. فإن نحن انتظرنا حتى يتوفر الوقت للدراسة، فإننا، في نهاية المطاف، سنقضي حياتنا من دون أن ندرس شيئا. لهذا السبب فإن "تخصيص وقت" يعادل " سرقة وقت" من أعمالنا المتعددة.


ثمينة هي هذه السرقة. أن نصير سارقي قداسة، نستطيع أن نشكوا إلى الله قائلين: رب العالمين. لا تغضب علي إن أنا لم أكن الدارس الذي كان علي أن أكونه. فالعيوب كثيرة والإغراءات كانت في الغالب تأخذني. ومع ذلك، فإني أسرق كل يوم وقتا من مشاغلي كي أدرس. وكانت كل دقيقة في الدرس لا تمر علي إلا بشق الأنفس. إن الطمع لأمر فظيع. ومع ذلك، فإني أنجح في التغلب عليه كل يوم: لما أدرس توراتك المقدسة."


هكذا، ينبغي التأكيد على رغبتنا في أن نكون سارقي الوقت. كل يوم، مرات عديدة في اليوم، ودائما قدر ما نستطيع.


دفيد اتسحق تروتمان


Share/Bookmark

الاثنين، 18 يناير 2010

تفسير صمت

Interpréter un silence

تفسير صمت

تخيل المشهد: تستقبل زوجين من الأصدقاء لتناول وجبة ودية. أثناء الحديث، يسأل الضيف رب البيت: " هل نعول على زيارتكما في الأسبوع القادم؟" وليجيب رب البيت: بالتأكيد؛ سنكون سعداء، زوجتي وأنا، بأن نحل عليكم ضيفين في الأسبوع المقبل."

في وقت لاحق من المساء-عندما انصرف الضيفان- يسأل الزوج زوجته: "هل يروقك الذهاب عند ضيفينا الأسبوع القادم؟" و لتجيب الزوجة: " لم أقل أبدا بأني أوافق على جوابك. هذا واضح بالنسبة لي: ليست لدي إطلاقا النية في الذهاب إلى هناك." أنئذ يعرب الزوج عن استغرابه مذكرا زوجته بأنها بقيت صامتة وهو يوافق على الزيارة المقترحة.

هل ينبغي اعتبار صمت كرضى ام كرفض؟ وفقا للتلمود (نيداريم 77 أ)، من المستحيل معرفة ذلك. ‘ عدم اليقين هذا، تفسره الطبيعة المريبة للصمت: هل نود تجاهل ما قيل على التو، أم نود إظهار رضانا؟

ينبغي أن تؤخذ هذه الطبيعة المريبة في الاعتبار في علاقتنا مع أزواجنا. هكذا، لا ينبغي أبدا أن نعتقد بأن صمتا يعني موافقة؛ بل ينبغي لنا اعتبار صمت كواجب لتجلية شك، كلما سنحت الظروف بذلك.

إذا فكرنا في القدر المهم من سوء التفاهم الذي يحصل بين الزوج والزوجة، فإن تفسيرا يتضمن فضيلة فريدة: هي إزاحة الشك عن أفكار الآخر. فبمجرد ما يزاح الشك، نعرف أين نتجه و تختفي أخطار سوء الفهم في ثانية واحدة.

يفيد هذا الدرس أيضا في تربية أطفالنا. عندما ننقل معلومة إلى هؤلاء، لا ينبغي أن نعتقد بأن صمتا يعني أنهم قد فهموا و أنهم يقبلون بما قلنا على التو.

إنه من الحكمة المؤكدة طرح السؤال التالي: " أ فهمتم ما قلته آنفا؟" بتعبير آخر، ينبغي أن نصر لنحصل على جواب على أقوالنا. في هذه الحالة أيضا، هكذا موقف يسمح بتفادي سوء التفاهم.

ليهدينا الله إلى أن نفهم ويفهمنا الآخر بلا غموض.

دفيد-يتس'حق تروتمان