السبت، 23 يناير 2010

ســــــــــارق الــوقــت



ســــــــــارق الــوقــت


عندما تطلع الشمس، تكون دائما رغبتنا في دراسة التوراة عظيمة. ومع ذلك، فإن واجباتنا المختلفة تستغرقنا مع مرور اليوم، وتبدو وكأنها تصيح: "ليس بعد ! لاحقا !". وبالفعل، تكون الشمس قد آ دنت بالمغيب ويتضح لنا أننا قد نسينا حماستنا الصباحية. ما العمل للتغلب على ميولنا السيء ولفتح كتاب مقدس؟


في الواقع، لقد كذب والدانا. عندما كنا أطفالا وكانا يقولان لنا بأن أسوء شيء هو أن نسرق، فقد نسيا أن يقولا كل ما كانا يودان أن يقولاه. لقد كان كذبهما من كذب الغفلة.


بالطبع، فإن الأمر فظيع أن نسرق. أن نسرق ممتلكات الآخرين هو رغبة في الحلول مكان الإله. فلو شاء رب العالمين أن نملك ما نرغب في امتلاكه، لكان قد كتبه لنا. أن نسرق ملكا ملموسا أو غير ملموس فالأمر سيان. هكذا، فإن سرقة وقت شخص ما أخطر من سرقة حافظة نقوده.


ومع ذلك، يبغي حقا علينا أن نسرق في حياتنا. علاوة على ذلك، ينبغي علينا، في الغالب وكل يوم، أن نسرق.


ينبغي أن نسرق الوقت حتى نستطيع أن ندرس التوراة. ليس وقت الآخرين، بل وقتنا نحن.


يذكرنا الحاخام نحمان البراسليفي في "ليقوتي موحران" I : 284 بأن كل شخص – بعد مماته – سيحاسب وسينبغي عليه أن يجيب على السؤال التالي: " هل خصصت وقتا لدراسة التوراة؟" حسب الحاخام نحمان، فأن المعنى الحقيقي للسؤال هو كالتالي: يكون كل شخص مأخوذا بمشاغل حياته اليومية. فإن نحن انتظرنا حتى يتوفر الوقت للدراسة، فإننا، في نهاية المطاف، سنقضي حياتنا من دون أن ندرس شيئا. لهذا السبب فإن "تخصيص وقت" يعادل " سرقة وقت" من أعمالنا المتعددة.


ثمينة هي هذه السرقة. أن نصير سارقي قداسة، نستطيع أن نشكوا إلى الله قائلين: رب العالمين. لا تغضب علي إن أنا لم أكن الدارس الذي كان علي أن أكونه. فالعيوب كثيرة والإغراءات كانت في الغالب تأخذني. ومع ذلك، فإني أسرق كل يوم وقتا من مشاغلي كي أدرس. وكانت كل دقيقة في الدرس لا تمر علي إلا بشق الأنفس. إن الطمع لأمر فظيع. ومع ذلك، فإني أنجح في التغلب عليه كل يوم: لما أدرس توراتك المقدسة."


هكذا، ينبغي التأكيد على رغبتنا في أن نكون سارقي الوقت. كل يوم، مرات عديدة في اليوم، ودائما قدر ما نستطيع.


دفيد اتسحق تروتمان


Share/Bookmark

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق